عامل الصيانة في العدلية يتسلّل إليها ليلاً ويسرق الملايين !
كانت عقارب الساعة تُلامس الرابعة والنصف فجراً، الظلام يعمّ المكان، فيما “م.خ” وهو عامل صيانة ونظافة في قصر عدل طرابلس متأهب لتنفيذ المهمّة. سار ابن الـ ٢١ عاماً على قدميه حتى وصل الى مكان عمله المذكور.
دخل الى العدلية من البوابة الخلفية المقابلة لشركة مياه طرابلس، والمؤدّية الى نظارة قصر العدل الجديدة، إنتقل بالمصعد الى الطابق الأوّل مكان وجود النيابة العامة الإستئنافيّة من الجهة الخلفية، حيث يوجد باب حديدي مغلق ويوجد أعلى الباب نافذة زجاجيّة، عمد الى فك البراغي التي تُثبّتها بواسطة سكين صغيرة كانت بحوزته، تسلّق ودخل عبر النافذة متوجّهاً الى مكتب رئيس القلم. فتح نافذة المكتب بواسطة سكين ودخله وبدأ بفتح الجوارير بالسكين عينه وسرق مبلغ مالي بالعملتين الأميركيّة واللبنانيّة ومسدّس ٧ ملم لون أسود دون ذخيرة وجهاز هاتف.
غادر “م.خ” قلم النيابة العامة وأعاد تركيب الزجاج مكانه، لينتقل الى غرفة قلم محكمة الإستئناف ويفك نافذة الباب الخلفي، كما أقدم بعد دخوله تسلّقاً الى خلع جوارير مكتب الموظفين وسرق منها مبلغ مئة وتسعين ألف ليرة، لينتقل بعدها الى الطابق السفلي حيث يوجد قلم محكمة الجزاء الأولى فيسرق منه مبلغ مالي ومسدس من نوع أكرة لون فضي، ليتسلّل بعدها الى قلم محكمة السير دون أن يوفّق بالمال.
غادر “م.خ” قصر العدل في طرابلس، كان ذلك يوم الأحد في الثالث من شباط الماضي، واشترى محفظة وضع فيها قسماً من الأموال فيما خبّأ القسم الآخر في ظرف وضعه على وسطه تحت ثيابه، ثم انتقل الى منزله بواسطة سيارة أجرة حيث رآه والده، وسأله عن مصدر الأموال وأخذ منه المحفظة ومسدس الأكرة وبقي معه الظرف ومسدس الـ ٧ ملم، فعمد الشاب الى الهرب من والده الذي اتصل بفرع المعلومات في الشمال.
في الطريق، التقى السارق بصديقه “ع.ح” فذهبا معاً لشراء دراجة نارية وملابس جديدة، ليتوجها بعدها الى الى منزل الأخير حيث كان صهره “غ.س” الذي رافقه للتنزّه على الدراجة النارية بعد أن تناول خمسة حبّات من دواء الريفوتريل ليتم توقيفه من قبل “المعلومات”، فيعترف بالسرقة المذكورة وأنّه سرق أيضاً قسماً من المخدرات التي كانت مضبوطة في قصر العدل.
وأضاف عامل الصيانة أنها ليست المرة الأولى التي يسرق فيها من قصر العدل، بل سبق وفعلها منذ ثلاثة أشهر حيث بقي بعد الدوام وسرق من قلم الجزاء ١٢ مليون و٥٠٠ ألف ليرة صرفها كلّها.
وأفاد “غ.س” أنّه سرق من المبلغ الذي سرقه “م.خ” خمسة ملايين ليرة كانت قد وقعت منه لدى صعوده الدرج. وأفاد شقيق “م.خ” المدعى عليه “ع.خ” أنه سرق من شقيقه ٥٠٠ ألف ليرة، أما صديقه “ع.ح” فأقرّ أيضاً بسرقة مليون و٢٠٠ ألف ليرة من صندوق الدراجة النارية التي يملكها “م.خ”.
وتبين أنّ قيمة المسروق بلغت ١٣٧٠ دولار إضافة الى عشرين مليون و٩٨٨ ألفاً ومسدسين وثمانية ملايين ليرة وجدت في الظرف مع “م.خ” لدى توقيفه و١٤ حبة “ريفوتريل” مخدّرة وهاتف.
قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار اعتبرت فعل المدعى عليه “م.خ” منطبقاً على جنايتي المادة ٦٣٨(السرقة ليلاً بواسطة التسلّق والكسر والخلع) و٦٣٩|٦٤٠ عقوبات واحالته للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي، فيما ظنّت بالثلاثة الباقين “ع.ح” و”غ.س” و”ع.خ” بجنحة المادة ٦٣٦ عقوبات (السرقة من أموال مسروقة) وتطبيق أحكام القانون ٤٢٢|٢٠٠٢ بالنسبة للقاصر”ع.ح”.