توحد الصف ، فالكل مرّ من هنا ، مجاهدو الجنوب أتوا ليردوا الجميل لأهلهم في البقاع وبعلبك والهرمل ..
لم يعرف أحد لماذا هذا الكم الهائل من العتاد والصورايخ والأسلحة .. ولما هذا العدد الكبير من الآليات التي تحمل مئات المقاتلين ..
شدّوا حيازيمهم ،
كدّوا نحو القصير طالبين يد الشهادة منها عروساً ، والشهادة في شرع الله هي الأُنثى الوحيدة التي تَحلُّ لكل حُرٍ شبع من حليب أمٍ جعلته أخاً لحرٍ آخر ..
في صباح اليوم الثاني بدأت المعركة
استيقظ أهالي الديابية وربلة والصفصاف والسُّماقة وجوسة وزيتا على صيحات ” يا صاحب الزمان أغثنا .. يا بقية الله أدركنا ..”
استيقظ أهالي الهرمال على صوت الصورايخ والمدافع والعبوات والرصاص .. فالهرمل جارة القصير ، وكانت الهدف الثاني للإرهابين بعد القصير ، ليدخلوا لبنان منها ،ليذبحوا ويقتلوا ويسبوا ويغتصبوا شيئاً فشيئا …
بدأت المعركة الكُبرى ،
هناك حيث احتدم الموت وكانوا أسياد النّزال ..
من هنا ،
تهافتت آلايات الإسعاف الحربي ..
الوجهة صارت شمالاً جنوباً ، أي نحو القبلة ..
منها من كان يحمل شهيداً قد وجّه رأسه نحو
القبلة من اللحظة الأولى ، ومنها من كان يحمل مجاهدً دون قدم ، أو مقاوماً دون أعيُن ، أو بطلاً من دون يدين ، أو جريحاً ليس واضحاً نوع إصابته فالجسد صار غربالاً والروح ما زالت حيّة ، وكانوا كُثراً .. والله أعلم أنّهم من ” من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً” ..
بعد الظهر ، احتدم الموت أكثر ، وازدات المعركة صعوبةً ، وازدادت أعداد الجرحى .. وصاروا بالعشرات والمئات ..
هنا في الصورة ، كان مسير سيارات الإسعاف التي كانت تقل الجرحى من القصير نحو مستشفى دار الحمكة ، ودار الأمل والعبدالله ، وبعضها كانو يكمل نحو الرسول الأعظم ..فمستشفى البتول بالهرمل قد امتلأ .. والمشفى الميداني في القصير قد امتلأ ..
في الصورة أثرٌ لمَطَبٍ في الطريق قد أُزيل .. كانت المطبات كثيرة..
تحرّكت النخوة والمروءة عند أهل المنطقة ، أرادو أن يفعلوا شيئاً للمجاهدين غير الدعاء،
فالغيرةُ البقاعية لا تكتفي بالقول ..
أزال الأهالي كل المطبات عن الطريق القادمة من القصير نحو بعلبك حرصاً على نقل الجرحى بطريقة أسرع والحد من معاناتهم
واختصاراً لثوانٍ في عدم الوقف قد تؤدي للحفاظ على حياةٍ مجاهدٍ بمشيئة الله ..
من هُنا مّروا ..
من هُنا كَدّوا ..
منهم من عاد منتصراً .. ومنهم من عاد شهيداً
وكان وعداً مفعولا
(طريق لبنان سوريا الدولي-رسم الحدث )