أخبار عاجلة

٣١ أيار .. ٢٣:٥٩ كم أنت جميل/ الزميل علي القاضي

٣١ أيار .. ٢٣:٥٩
كم أنت جميل ، كل ما مر أيارٌ علينا عاماً بعد آخر
ازددنا حُباً، ازددنا شغفاً ، ازددنا فهماً لما نحن فيه

كبرنا والدوالي معاً ..حبيباتٍ سوداء غير حالكة
تفجرت منها عناقيد غضب ..
كان جافاً ، أسوداً قاتم قبل النصر ..
صار حلواً عذباً ، بلونٍ أحمر ..
عرفنا حينها اللون الأحمر ..
وإذ برايةٍ بلون الشمس .. عزّها صار شرفاً لكل جبين ..
حملت ذلك الأحمر في وسطها.. احتضنته .. صانته .. ربّته ..حتى كبر وصار أخضر ..
اكتشافٌ جديد .. عرفنا بعده الأحمر والأخضر والأصفر ..

يا أيار ،
منذ ٢٠ عاماً كنا صغارا لا نفقه الألوان .. كنا نعرف الأبيض والأسود ..
كنا الطبقة التي لا ترى الألوان ..
كانت الألوان ملك الآخر .. ملك صاحب المال
كنا نرى الأحمر أسود .. والأصفر أبيض .. والأخضر لا نراه أبداً
الأخضر كان أيضاً ملك الآخر ..
منذ ٢٠ عاماً .. تذوقنا النصر دون لون .. أدركنا التحرير دون لون ..

أيار يا أيار
سمعنا النصر بالأبيض والأسود .. وكانت فرحةً كبرى ..كيف ذلك !
من هذه الشاشة المتواضعة يا أيار .. أطلت علينا بتول الموسوي نون .. وغادة عساف النمر
وعبدالله إرسلان ..
كنا نظن أن ليس لديهم ملابس غير الأسود والأبيض
كنا نظن أنهم يرتدون الملابس نفسها عند كل مرة
ولكن رغم ذلك .. تذوقنا بشارة النصر ..
دون لون ..
ولكن كنا نستشعر تلك الألوان في قلوبنا
كنا نرى الأحمر عندما سمعنا إسم أبو ذر
كنا نرى الأصفر عندما سمعنا بعرمتى والبياضة و سجد والريحان ..
كنا نرى الأخضر عندما نشتم رائحة تبغ بنت جبيل ومارون وعيتا وعيناتا وقرى أخرى
من هذه الشاشة يا أيار شاهدنا ، سمعنا .. وأطعنا ..وسنبقى المطيعين ..
كنا الأغنياء
بعد ٢٠ عاماً صرنا الأثرياء .. أدركنا أن المعاني تُدرك دون لون .. وأن الإرادة لا تعرف لون .. وأن الصبر هو الذي يصنع الألوان ..
دقائق وسترحل يا أيار ولم أنتهي من حديثي معك ..
للحديث تتمة … سأخبرك بها في حزيران ..

من هذه الشاشة المُتواضعة .. قبل عشرين عام ..
بَلَغَنا المجد و سمعنا بشارة النصر الأول .. وزُف أيار

قبل ما يخلص أيار ..

شاهد أيضاً

ورشة إسعافات أولية للإعلاميين والناشطين/ المراسل الميداني جواد

نظَّمت مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي ، ورشة إسعافات أولية للإعلاميين والناشطين في مبنى التدريب …