حسين عزالدين-العالم
الكيان الاسرائيلي يفبرك اسباب اعتداءاته على لبنان ويقع في خيبة مع نفسه.
كشف الاحتلال عن غموضه الذي شهدته الحدوداللبنانية الفلسطينية منذ أسبوع، على خلفية الاعتداء الاسرائيلي في سوريا والذي ادى إلى استشهاد احد مجاهدي”حزب الله”،
وتقول المصادر، ان حال التخبط والهلع الذي انتاب جيش الاحتلال ومن خلفه المؤسسة السياسية في تل ابيب حتى الآن، حيث لا تزال أحداث مزارع شبعا عصيّةً على الفهم والاستيعاب، تبعاً للروايات التي ساقها الاحتلال لتبرير اعتداءاته التي تعكس واقعه المأزوم، فالسيناريوهات المنسوجة بشأنها، ليست ”متناقضة” فحسب، بل ”مرتبكة”إلى حدّ بعيد، بل إنّها كما يقول البعض، قد تصلح كسيناريو ”متكامل”لفيلم سينمائيّ، على الطريقة ”الهوليوودية”، لولا افتقادها أيضاً للحسّ ”الإبداعيّ”المطلوب في صناعة الفنّ، فبين زعم الاحتلال إطلاق صاروخ ”كورنيت” على دبّابة إسرائيليّة، وزعمه ايضاً تسلّل خليّة لـ ”حزب الله”إلى داخل الأراضي المحتلّة، وبين إعلان الإسرائيليّين ”قتل” عناصر الخليّة، أو ترجيحهم عودتهم إلى ديارهم، من دون القدرة على تحديد ”وضعهم الصحّي”، وبين ”الاستنفار” ومطالبة السكّان بالتزام المنازل، وربما الملاجئ، ومن ثمّ إعلان عودة الحياة الطبيعيّة، وكأنّ شيئاً لم يكن، بدا ”الضياع” سيّد الموقف إسرائيلياً، وسط هذا الكمّ الهائل من المعلومات ”المتضاربة”، لياتي بيان حزب الله بعد ساعتين من حبس الانفاس ليتبيّن أنّها وقعت مع ”أشباح” افترضها الاحتلال وجعلها مادة تسوغ له اعتداءه، الذي ان دل فانه يدل على حجم التخبط الذي يعيشه.
البيان الرسمي الذي صدر عن ”المقاومة الإسلاميّة” أكثر من ”كافٍ ووافٍ” في هذا الصدد، وفيه دحضٌ لكلّ ”الادّعاءات” الإسرائيلية عن إشتباكات وتبادل إطلاق نار وما إلى ذلك، والتي تمّ وضعها بالكامل في سياق ”محاولة اختراع انتصارات وهمية كاذبة”، لتتكشف ”الفضيحة الإسرائيلية”عبر بعض ”التسريبات” التي تحدّثت عن أنّ المسألة برمّتها مرتبطة بملاحظة غير دقيقة لمجنّدة إسرائيليّة جديدة لا تتجاوز التاسعة عشر من العمر، يضع المقرّبون من ”الحزب” ما جرى في سياق ”الحرب النفسية”، والتي لخّصتها ”المقاومة” في بيانها بوضوح، حين تحدّثت صراحةً عن ”حالة رعب”يعيشها المستوطنون على كامل الشريط الحدوديّ مع لبنان، ووتابع المصادر انه وبمُعزَل عن ما حدث، والتي يبدو انّها ستبقي الاحتلال في حلة رعب حتى إشعارٍ آخر، فإنّ الأكيد أنّ المقاومة استطاعت تسديد ضربة معنوية للعدو قبل ان تسدد ضربتها العسكرية، بل وان التصعيد مرشّح للمزيد في الأيام المقبلة، علماً أنّ البيان الصادر عن الحزب شكّل خروجاً على سياسة الصمت التي انتهجها منذ اعتداء سوريا، إذ تضمّن تعهّداً واضحاً وصريحاً بأنّ الردّ ”آتٍ حتماً”، بل إنّ ”الفاتورة”ارتفعت هذه المرّة، بعد القصف الإسرائيلي المعادي والذي أدّى إلى إصابة أحد منازل المدنيّين في قرية الهبارية الجنوبية.