أمام هول الكارثة التي أصابت لبنان أمس في عاصمته بيروت ومرفئها التاريخي، وإزاء حجم الدمار الهائل وعدد الشهداء والمصابين، والأضرار البالغة التي لحقت بالبلاد والمواطنين وبالمصالح العامة والخاصّة.. ليس لنا إلّا أن نكون على مستوى المسؤوليّة الوطنيّة متسلّحين بإيماننا بالله عزّ وجلّ وبحقّ شعبنا بالحياة في بلد سيّد حرّ ومعافى.. ومترفعين عن الضغائن والأحقاد التي ينفثها الأعداء والجهلة لزرع الفتن وتحريض اللبنانيين ضدّ بعضهم البعض وصرف الانتباه عن معالجة التحدّيات المصيريّة المتمثّلة بالاحتلال الإسرائيلي وتهديداته الدائمة، وبالفساد ومنظومته المستحكمة، وبالحفاظ على العيش المشترك والواحد الذي ترتكز إليه كل السياسات والمشاريع التنمويّة والتطويريّة الهادفة إلى تثبيت الاستقرار وتحقيق التقدّم على كلّ الأصعدة وفي كلّ المراحل. الوقت الآن ليس للنكد ولا للمناكفة ولا لتسجيل النقاط أو للتوغل في السلبيّة عند اتّخاذ المواقف. الوقت الآن ينبغي أن يكون مُحفّزاً لشبك الأيدي في مواجهة التحدّيات التي تستهدفنا جميعاً، وللتفكير بالحلول والمعالجات والأطر الواقعيّة التي توفّر القدرة على النهوض بواجبنا جميعاً تجاه وطننا لبنان. إذ نشارك كل المواطنين مصابهم الجلل، نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين. وأن يلهمنا جميعاً الصبر ورباطة الجأش والترفّع عن الصغائر والتعاون الإيجابي لوضع اليد على الأسباب الحقيقية للكارثة وتحديد المسؤوليّات بعدلٍ وجرأة والتشارك في إيجاد المخارج والمسارات التي تستنقذ البلاد من أزمتها المتفاقمة.
شاهد أيضاً
نحن امام ساعات مفصلية.. يعقوب: مفاجآت حزب الله لم تنتهي بعد
أكد الكاتب والمحلل سياسي محمد يعقوب على أن التحركات المكوكية للوسيط الأمريكي هوكشتاين اليوم تأتي …