بين أحمد العربي وأحمد النصر ألف حكاية (علي شعيتو)  

منذ ما يقارب الشهر تصطك أرجل وأذرع الأجهزة الأمنيّة الصهيونيّة بحثاّ عن مقاوم شابه بحركته أساطير الأغريق والرومان، أفلت اربع مرات من قبضتها ومرّغ أنف الصهيوني في التراب، شلّ إسرائيل ورهن أنفاس المستوطنين بأخبار المداهمات وحرب العصابات والهزائم التي تخوضها أجهزتهم.

_ هو أحمد نصر جرار، شاب فلسطيني وخريج جامعي أبن الخامسة والعشرين الّذي نفّذ في التاسع من كانون الثاني الماضي عمليّة تصفية الحاخام الصهيوني المعروف بتشدده رازيئيل شيفح الّذي لا يُفوّت فرصة إلا ويُحرّض فيها على قتل الفلسطينيين.

_ ومنذ ذلك الحين استنفرت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة قواتها ومخابراتها وعملاءها بحثاً عن أحمد ما بين نابلس وجينين. فرّ أحمد مدججاً ببندقيته ونسخة من القرآن الكريم، بعد اسبوعين حدد العدو مكانه فكمن له لكنّه تفاجأ عندما وجد نفسه هدفاً لكمين مضاد نصبه أحمد لهم فأوقعهم بين قتلى وجرحى وإستطاع الفرار من جديد، جُنّ العدو فكثّف جهوده ودهم مناطق كثيرة عدّة مرات دون نتيجة حيث نجح أحمد في الفرار ثلاث مرات في غضون 24 ساعة فقط، استمرت المطاردة الى أن تمكّن العدو ظهر أمس في 6 شباط 2018 من محاصرة المنزل الّذي تحصّن به أحمد بعد مساعدة عملاء من أبناء جلدته أفشوا سر مخبئه، لكنّ أحمد لم يستسلم خرج بيديه القابضتين على زناد البندقيّة فصوّب طلقاتها الأخيرة الى عدوه مستقبلاً الشهادة بصدره العاري، رافعا كرامته نحو السماء، متوّجاً ذكره أميراً للحب والوطن والكرامة.

_ عندما تتابع تفاصيل مطاردة أحمد جرار قد يخال لك أنك تشاهد فيلم أميركي طويل يُصوّر فيه البطل كأسطورة خارقة لا يهزها رصاص ولا تتعبها مطاردة، لكّن أحمد وبعيدا عن الكذب الأميركي هو حقيقة ثابتة كثبات إنتماء بقعة الأرض التي حملته للهويّة الفلسطينيّة، هو حقيقة مدمغة بالكرامة والشرف بعيدة كل البعد عن زمن خرافة “أوسلو” وكذبة السلام مع مغتصبي الأرض.

_ لقد هزم أحمد إسرائيل بأجمعها ليس عند إغتياله الحاخام فحسب بل عندما رهن هيبة الدولة العسكرية مقابل تصفية رجل واحد، وعندما توهموا أن قتله نصرٌ تاريخيٌّ لدولة “إسرائيل”.

_ أحمد اليوم هو أيقونة فلسطينيّة تتحدّث بإسم آلاف الرافضين للتطبيع والإرتهان للإستكبار الأميركي والإنبطاح الخليجي.

_ أعاد أحمد بمقاومته إنتاج ثقافة أن “لا مستحيل تحت الشمس” عندما تتوفر الإرادة والعزيمة والإيمان بالقضيّة، برهن أحمد أن الفئة “المغامرة” هي الفئة الرابحة، أثبت أحمد ان المقاومة ليست حكراً على التنظيمات الكبيرة بل إنها تتجلّى بأبهى صورها في مقاوم منفرد واحد يحمل بندقيته ويمضي..

عيتيت في 7/ 2/ 2018_ علي احمد شعيتو (03/394943)_ ناشط في حزب الله.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *