تعد شخصية النبي يوسف عليه السلام واحدة من اهم ركائز الاديان الابراهيمية و احد اهم شخصياتها، و ذلك لورود قصته بشكل متسلسل و مسبوك و كامل في ثلاثية الاديان السماوية.
و لعل اقامة يوسف النبي عليه السلام في مصر و انقاذه لاهلها، يعد من أبرز العوامل التي جعلت من قصته مشهورة الى هذا الحد، كونها حدثت في ارض مهد الحضارات العظيمة، ارض مصر…
و نستعرض اليكم اليوم شخصيتان، ربطهما الباحثين و علماء الدين بالنبي يوسف بن يعقوب عليهما سلام الله، لما تحمله صفات و حياة هاتان الشخصيتان من تشابه مع صفات و مجرى حياة يوسف ابن إسرائيل.
اولا:امحوتب
يعد امحوتب ، واحد من اهم الشخصيات على مر تاريخ البشرية،فهو و بحسب ما زعمته البرديات و النقوش اول طبيب و اول مهندس عرفه التاريخ المدون، حيث انه هو من صمم هرم الملك زوسر المدرج في سقارة بين عامي 2627 و 2648 قبل الميلاد ، كما ان النقوش اثبتت ان المرضى كانوا يترددون اليه من كل المناطق المصرية…ولكن ما الذي جعل علماء الدين و الباحثين في التاريخ و المهتمين فيه، يربطون بين امحوتب و يوسف الصديق؟ان الاجابة تكمن في عدة عوامل :
١)كان امحوتب هو وزير الملك زوسر و قد كان رئيسا للمالية و مسؤولا عن خزينة الدولة ، خلال الازمنة السحيقة، و عصر ما قبل الاسرات
٢) ذكرت البرديات و النقوش ، انه في عصر الملك زوسر ، حصلت مجاعة ساحقة اودت بحياة الكثير من المصريين، كما اكدت هذه البرديات ان امحوتب و بالتنسيق مع الملك زوسر ، هو من قام بالتصدي لتلك المجاعة ، و القضاء عليها، عبر تقديم القرابين للالهة، و اعمال اخرى لم يتمكن الباحثين من تفسيرها نسبة لعوامل التعرية مع مرور الزمن
٣) يحتوي هرم سقارة المدرج على حائط قد نقشت عليه سبع بقرات، و هذا ما لا يخلُ من وجه شبه مع الرؤية التي أولها النبي للملك
٤) أشارات المدونات الهيروغليفية الى بعضٍ من صفات امحوتب هذا و القابه و منها: رئيس الوزراء، المسالام، المنقذ ، القادم في سلام.
٥) و هو سلاح فتاك استخدمه علماء الدين، ليؤكدوا نظريتهم، و يعود الى نفق سري تحت الارض اكتشف مؤخرا في محيط هرم زوسر المدرج في سقارة، و يحتوي هذا النفق على ممرٍ ينتهي بدرجٍ متصلٍ بأحد عشر حفرة عميقة و ضيقة للغاية، و لم يجد المستكشفين اي شيء يشبه او يدل على ان هذه مقابر، كونه لا نقوش فيها ولا توابيت او مومياوات، فيما اعتقد البعض الآخر ان هذه الحفر ليست سوى المخازن التي بناها يوسف الصديق، كي يدخر الحنطة فيها ايام القحط…
اما الشخصية الثانية التي ذهب فريق من الباحثين الى الربط بينها و بين يوسف عليه السلام هي شخصية يويا. و هذا رأي حديث نوعا ما…
تم اكتشاف مومياء يويا عام ١٩٠٥، و لعل ما تم ملاحظته و العثور عليه في المقبرة التي عثر فيها على مومياء يويا، هو ان مقبرة يويا تقع بين مقابر لملوك من الاسرة الثامنة عشر(حوالي ١٣٧٠ سنة قبل الميلاد).
١) الغريب في الامر انه و بالرغم من تأكيد البرديات بأن يويا كان نائبا للفرعون امنحوتب الثاني، الا ان تابوته و حرم مقبرته خاليان تماما من اية نقوش او زخرفات او منحوتات او اي اصنام او تماثيل صغيرة، مما جعل الباحثين يعتقدون بأن يويا هذا كان كافر بالوثنية، لخلو مقبرته من كل ما سلف ذكره
٢) اكد فحص الحمض النووي الذي اجري على مومياء يويا انه غير مصري، و لا يمت إلى ايا من المومياوات المكتشفة و التي عاشت في نفس الحقبة الزمنية، بأية صلة.
٣) عند اكتشاف مقبرة يويا، عثر على عجلة حربية و قلادة ذهبية، كان الفرعون امنحوتب الثاني قد اهداه اياهما، و قد ذكرت التوراة في سفر التكوين ان الملك قام بإهداء يوسف نفس الغرضين السالف ذكرهما اضافة الى خاتم ذهبي، الا ان الاخير قيل انه قد سرق من مقبرة يويا
٤) تعد مومياء يويا واحدة من اجمل و اوسم المومياوات المصرية قاطبة، اضافة إلى شكل انفها العجيب و الذي اعتقد العلماء بأنه يشبه انوف ابناء العرق السامي.
٥) اظهرت المنحوتات على جدران الفرعون امنحوتب الثاني ان كلمة يويا، قد تمت كتابتها بأكثر من عشرة طرق، و هذا ما فسر حيرة المصريين في تدويين اسم شخص اجنبي، رغم كونه وزيرا و محبوبا من قبل امنحوتب الثاني، بحسب تفسير بعض المؤرخين
٦) ورد في سفر التكوين ان النبي يوسف عليه السلام، توفي عن عمر ناهز ال ١١٠ اعوام، في حين ان الفحوصات و التحريات التي أجريت حول يويا تؤكد انه تجاوز ال ١٠٠ عام.
٧) اسم يويا الدخيل على الاسماء المصرية حينها، الذي قد فسره البعض بأن يو تعني يوسف و يا تشير إلى يعقوب، اي ان يويا تعني يوسف بن يعقوب.
فما رأيكم، هل من الممكن ان يكون يوسف النبي عليه السلام، احد هاتان الشخصيتان، ام انه لا يمت لهما بأية صلة، و ما ورد من تشابه بينهما و بين يوسف ليس سوى جراء فعال عوامل الصدفة… و هل ستحمل لنا الايام القادمة بعض الاجابات على اسئلة ظلت تتردد في عقول البشر لالاف السنين ؟!