أخبار عاجلة

كأس العالم الأرجنتين 1978:البطولة الديكتاتورية المقال الاول من سلسلة حكايا مونديالية بقلم الزميل حيدر كرنيب

سلسلة حكايا مونديالية هي مجموعة من المقالات التي سنتحدث من خلالها عن ابرز قصة حدثت في كأس العالم، انطلاقا من بطولة 1978 التي فازت بها الارجنتين، وصولا إلى كأس العالم روسيا 2018 و التي توج بها منتخب الديوك الفرنسية.

 

في عام 1976،تم إعلان الارجنتين دولة مستضيفة لمونديال 1978، و قد كانت الارجنتين حينها تخضع لحكم ديكتاتورٍ شرس ، سفاح، وعديم الرحمة ، و هو الديكتاتور خورخي فيديلا

و قد اقدم هذا الديكتاتور على القيام بأعمال قذرة، ولا تمت للانسانية بأي صلة، كي يتسنى له استضافة كأس العالم. فأخذ يعتقل و يقتل المتظاهرين المعترضين على حكمه ، كما انه قام بتدمير أحياء سكنية متواضعة و فقيرة ، من اجل ان يظهر للشعوب التي ستتوافد الى الارجنتين من اجل تشجيع و مؤازرة منتخباتها، بأنه لا يوجد فقراء في هذا البلد. كما قام ببناء جدارٍ ضخم يفصل بين الاحياء السكنية المدمرة و بين الملاعب و الفنادق ، و الذي عرف لاحقا ، بجدار العار.¹

 

● غياب يوهان كرويف عن البطولة

كان يوهان كرويف اعجوبة كرة القدم حينها ، و لازال الى حد الآن يعتبر افضل لاعب في تاريخ منتخب هولندا . لكن غيابه عن بطولة كأس العالم ١٩٧٨ شكل صدمة كبيرة لجميع عشاق الكرة، حيث انه هو من قاد المنتخب للتأهل الى نهائيات كأس العالم حينها. و لكن الصاعقة كانت بعد المباراة الأخيرة للطواحين في التصفيات ضد بلجيكا، و التي انتهت بفوز الهولنديين بثنائية نظيفة من توقيع كرويف. و في مفاجأة حزينة، خرج الهولندي الطائر بتصريح صحفي بعد المباراة ، معلنا فيه نهاية مسيرته الدولية. حاول الصحافييون و الجماهير، سؤال كرويف عن سبب اعتزاله الدولي قبل المونديال، برغم من انه لم يكن قد تجاوز ال 31 من عمره حينها ، اضافة الى انه كان في اوج عطائه، الا ان يوهان امتنع عن كشف السبب.

و خرجت بعد البطولة تسريبات و أخبار كثيرة تفيد بأن كرويف و عائلته كانوا قد تعرضوا لمحاولة اختطافٍ و عدة محاولات اغتيال اثناء فترة اقامتهم في برشلونة، و من الأخبار ما افاد بأن كرويف كان قد تعرض لتهديدات حقيقية بالقتل في حال مشاركته في كأس العالم، و ذلك لأسباب مجهولة. و هذا ما جعل كرويف يتنازل عن حلمه بالمشاركة في بطولة جول ريميه ، حفاظا على حياة زوجته و اولاده.²

إنطلقت البطولة، و كل شيء فيها كان يسير بشكل غريب، حيث تم تأخير جميع مواعيد مباريات المنتخب الارجنتيني، و ذلك لكي يكون لاعبوه على بينة من نتائج المباريات الاخرى، رغم اننا اعتدنا في ادوار كأس العالم الاولى، على مباريات تجرى في نفس التوقيت
وشهدت مباراة البرازيل و السويد في الدور الأول حدثا عجيبا، حيث كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله، ووسط هجوم و ضغط برازيلي ،احتسب الحكم ركنية لراقصي السامبا في الدقيقة الأخيرة، و ما ان نُفذت الركنية، حتى حولها الأسطورة زيكو الى هدف، و هنا كانت الصاعقة، حيث ان الحكم قد ألغى الهدف بحجة انه اطلق صافرة النهاية قبل ان تتجاوز رأسية زيكو خط المرمى!

و كان نظام البطولة حينها يقضي بتأهل ١٦ منتخبا الى نهائياتها، و تقسم هذه المنتخبات على اربع مجموعات، يتأهل المتصدر و الوصيف فيها الى الدور الثاني، الذي يقسم المتأهلين الثمانية إلى مجموعتين، يتأهل المتصدر في كل منهما للعب المباراة النهائية.فوقعت البرازيل مع الارجنتين في نفس المجموعة إضافة إلى منتخبي بولندا و البيرو، و تمكن رفقاء ريفيلينو من دك الحصون البيروفية بثلاثية نظيفة، وعلى الجانب الآخر تمكنت الأرجنتين من الاطاحة ببولندا بهدفين دون رد. ثم تواجه احفاد غيفارا مع منتخب البرازيل في كلاسيكو تكسير العظام، لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي

. فازت بعدها البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدف ضد بولندا، لتضع قدما في المباراة النهائية، لأن الارجنتينيون بذلك أصبحوا بحاجة للفوز على البيرو بفارق اربعة اهداف ليتأهلوا الى الفينال بفارق الاهداف. فحدث امرٌ لم يتوقعه اشد المتفائلون الارجنتينيون ولا اشد المتشائمين البرازيليين. حيث اكتسح المنتخب الارجنتيني منتخب البيرو بنصف درزنٍ من الاهداف. شكلت هذه النتيجة صدمة لجميع عشاق الكرة عبر العالم، فكيف لمنتخب قوي حينها كالبيرو، ان يهزم بستة اهداف نظيفة، وهو نفسه من فرض التعادل على هولندا في دور المجموعات.

 

و عانى البرازيليون من خيبة امل لا زالوا يشعرون بمرارتها الى يومنا هذا. حيث ان تأهل البرازيل الى النهائي،كان سيعني اجمل نهائي كرة قدم في التاريخ، بين البرازيل صاحبة اللعب الجميل و الاسلوب الممتع، و هولندا في عز ايام الكرة الشاملة.

و خرجت بعد المباراة إشاعات كثيرة، تتهم الجنرال فيديلا بأنه قدم رشاوٍ الى حكومة البيرو، كما زعمت بأنه وعد بأن يفرج عن مساجين البيرو في السجون الارجنتينية، اضافة الى الإفراج عن الاموال البيروفية في البنوك الارجنتينية.

جرت بعدها المباراة النهائية بين هولندا بغياب كرويف وحضور فان دي كركوف، و الارجنتين التي كانت تحتوي تشكيلتها على لاعبٍ واحدٍ يلعب في أوروبا، و هو ماريو كيمبيس ،اسطورة فالنسيا، و اللاعب الذي قاد الارجنتين للتتويج بالبطولة بعد احرازه ستة اهداف في البطولة منها هدفين في النهائي.

خرجت بعد البطولة عناوين صحافية ،تقول بأن فيديلا قتل شعبه و ظلمه، وقام بتقديم الرشاوي للخصوم، و أخر مواعيد المباريات،في حين ان المنطق يقضي بأن تلعب مباراة الارجنتين و البيرو في نفس توقيت مباراة البرازيل و بولندا، ليقدم لنا واحدة من اسوأ نسخ كأس العالم

 

المصادر:
1)https://youtu.be/_Mwwp14vMWE

2)https://m.youm7.com/amp/2018/2/12/%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%81%D9%89-%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84-78/3645551

شاهد أيضاً

ريال مدريد يقتل الافيس قي الدقائق الأخيرة ويتصدر الدوري/ الزميل حيدر كرنيب

اتطاع ريال مدريد أن يقتنص فوزا صعبا ومهما للغاية،بعد مباراة صعبة وشاقة أمام ديبورتيفو الافيس. …