درس 7 أكتوبر الأهـم: الـعـودة إلى “حـروب الخَيار”

اللواء احتياط يعقوب عميدرور

«معاريف»

السؤال الذي يطرح في أحاديث كثيرة هو الأهم: لماذا لم تعمل إسرائيل قبل الهجوم البربري لـ»حماس» رغم أن الاستعدادات كانت واضحة ومعروفة، حتى لو لم يكن موعد الهجوم معروفا؟ الجواب هو انه في العالم الغربي الذي إسرائيل هي جزء منه، يوجد موقف سلبي جدا من الحروب المبادر إليها. في عشرات السنين الأخيرة، أصبحت غير شرعية وغير أخلاقية. الفكر الذي ادعى بأنه «لا توجد حروب جيدة» نزعت عن الديمقراطيات القدرة على الانطلاق إلى «حروب الخيار».

في إسرائيل أيضا، تعزز هذا الفهم. والتعبير عنه كان في القول الذي ساد في الجمهور وفي الإعلام بأن إسرائيل لا تخرج إلا إلى «حروب اللاخيار». حروب لا تعتبر كهذه نالت مواقف جماهيرية قاسية للغاية مثل حرب لبنان الثانية، التي تعزز بها هذا النهج بقوة اكبر. فضلا عن ذلك، في أوساط زعماء في إسرائيل ساد الفهم في أن الدور الأساس في الحكومة في مجال الأمن القومي هو كسب الوقت بين الحروب، أي الهدوء المتواصل هو حيوي للاقتصاد الإسرائيلي ولبناء المجتمع ولهذا فيجب الامتناع عن الحروب. في أعقاب هذا اصبح «الاحتواء» جزءاً من مفهوم الأمن. «قدسية الحياة» واعتبار الجنود كـ»أبنائنا» لدرجة التعاطي مع الجنود القتلى مثل المدنيين القتلى صعّب هو أيضا تبرير حروب الخيار.

لأجل تجسيد هذا سيحاول القارئ التفكير بما كان يمكن له أن يرد لو كانت إسرائيل فتحت حربا ضد «حماس» قبل نصف سنة. بعد دقائق من نشوب الحرب، كان رئيس الوزراء سيخرج بإعلان أن تقويم الوضع والتهديد الحماسي المتزايد أديا بإسرائيل أن تقتنع بأن من واجبها أن تمنع إمكانية المفاجأة في المستقبل التي في أعقابها يصاب جنود ومدنيون كثيرون في غلاف غزة. وعليه فقد قررت إسرائيل على حد قول رئيس الوزراء أن تخرج إلى «حرب وقائية» غايتها إزالة تهديد «حماس» وفقا لتوصية كل محافل الأمن. كانت الحرب ستبدو إلى هذا الحد أو ذاك كالحرب الحالية، لكن على ما يبدو بدون دعم أميركا بل وحتى بمعارضتها. فليفكر كل واحد كيف كانت ستكون العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام في البلاد وفي العالم. فهل كانت حكومة إسرائيل تنجو من مثل هذا الحدث؟ أو حتى قبل أن تنتهي الحرب كانت ستصعد صرخة بأن ليس للحكومة شرعية وان «رئيس الوزراء الذي يعرض حياة الجنود للخطر لأغراضه السياسية يجب أن يطير على الفور».

هذا ليس سيناريو متطرفا على الإطلاق. فبعض من ردود الفعل يمكن أن نسمعها، اليوم، أيضا رغم أننا نوجد في حرب دفاعية صرفة جاءت بعد قتل فظائعي لنحو ألف مواطنة ومواطن واختطاف 240 رجلا، وامرأة وطفلا ومسنا.

عمليا، إسرائيل عشية 7 أكتوبر 2023 ما كان يمكنها أن تخرج إلى «حرب وقائية». كنتيجة لذلك، إسرائيل، كدولة صغيرة حولها أعداء يهتمون بكثافة ببناء قوتهم كي يمسوا بها توجد في مثابة «عجز استراتيجي».

وعليه فإن الاستنتاج الأهم للأمن القومي الإسرائيلي من أحداث 7 أكتوبر هو الحاجة إلى أن تعاد إلى صندوق الأدوات القدرة على قتال «حروب الخيار»، أي إبادة التهديد وهو في مهده أو عشية تفعيل العدو له، دون انتظار تجسده. «الحرب الوقائية» و»الحرب المسبقة» هما اضطرار استراتيجي في وضع إسرائيل وينبغي التفكير باستخدامهما فور انتهاء الحرب في غزة في سياق «حزب الله». هذا مثابة توسيع لـ»عقيدة بيغن» إلى عالم سلاح الحروب التقليدية – وعلى خلفية 7 أكتوبر فإن هذا هو توسيع ضروري.

شاهد أيضاً

ضابط إسرائيلي يختطف طفلة رضيعة من غزة قبل أن يُقتل لاحقا في المعارك

كشف جندي إسرائيلي، النقاب عن أن ضابطا بالجيش صديقا له، اختطف رضيعة فلسطينية من قطاع …