وهل تمطر السماء خيوطاً من نار!! ما هو الفسفور الأبيض الذي تقذفه “إسرائيل” على غزة؟ وما هي تأثيراته؟

د. زهرة خدرج

كاتبة صحفية وناشطة فلسطينية

​​​​​​​


في مقابلة أجرتها وكالة رويترز في شهر أغسطس عام 2014 مع روي ريفتين قائد سلاح المدفعية” الاسرائيلية” حول استخدام الجيش الاسرائيلي للفسفور الأبيض في حربه على غزة، قال: الفسفور الأبيض شكله سيء في الصور( وكان يقصد لأنه يسبب سحباً بيضاء تشبه الاخطبوط).

وقال أيضاً: إنني مقتنع بأنه إذا لم يكن هناك بديل، فلن يكون هناك مشكلة في استخدام الفسفور الأبيض!!


في حرب عام 2008-2009 على غزة، لم يعلم أهالي المناطق الشرقية من قطاع غزة من الفلسطينيين ماهية الأمطار النارية الهائلة التي شرعت تهطل عليهم من السماء فجأة.. كانت رائحتها نفَّاذة، وجلَّلها دخان أبيض كثيف، ونثرت شظاياها في كل مكان، فأشعلت الحرائق، وسببت حروقاً وجروحاً خطيرة لمن لامست أجسادهم أدت إلى استشهاد كثير منهم.. السماء لا تُنزل عليهم لعنة؛ فهم يدافعون عن أرضهم وحقهم في البقاء.. إذن لا بد وأنه الاحتلال يُجرِّب عليهم سلاحاً جديداً فتَّاكاً لا عهد لهم به!!


لم تطل الحكاية حتى خرجت منظمة “هيومان رايتس ووتش” الخبيرة في الأسلحة المحرمة دولياً لتُعلن على الملأ في بيان لها: أن هذه القذائف ما هي إلا قذائف “الفوسفور الأبيض” قذفها الاحتلال على المدنيين في المناطق السكنية المكتظة دون أن يطرف لقادته جفن.. أو يشعروا بتأنيب الضمير!! كما لم يجدوا إدانة دولية تردعهم عن العودة لاستخدام مثل هذا السلاح في ظروف مشابهة مرة أخرى.


ما هو الفسفور الأبيض؟ 

تأتي كلمة الفوسفور من كلمة يونانية (فوسفُراس) وتعني حامل الضوء، وهذا العنصر يحقق ذلك المعنى. والفسفور الأبيض شكل نشط كيميائياً لعنصر الفوسفور، يرمز له بالرمز الكيماوي( WP). وهو جزيء يتكون من ٤ ذرات من الفسفور، ترتبط كل ذرة فيه بثلاث ذرات أخرى مكونة هرم رباعي الأوجه. يُصنع الفوسفور الأبيض بتسخين الفوسفور الأحمر تحت شروط يمكن التحكم بها.


يوجد أشكال عدة للفسفور، الأحمر، الأسود، الأبيض، ولكل منها ما يميزه من الصفات. الفسفور الأحمر يتراوح لونه ما بين البرتقالي إلى الوردي، مستقر كيميائياً غير سام وغير قابل للاشتعال ولا رائحة له، يستخدم في صناعة الجزء الخارجي من علبة الكبريت، التي يحتك بها الثقاب ليشتعل، يُصنَّع من الفسفور الأبيض بعد تسخينه في أوعية مغلقة معزولة عن الأكسجين.اكتشفه العالم النمساوي أنطون سكروتر عام 1845.


أما الفسفور الأسود فيتم تصنيعه تحت ضغط عالي، وهو متبلور يشبه الجرافيت ولديه القدرة على إيصال الكهرباء،وهو أقل صيغ الفوسفور من حيث الفعالية الكيميائية.


والفسفور الأبيض مادة شمعية صلبة، عديمة اللون أو ذات لون أبيض قد يميل إلى الاصفرار، ولكن لونها يصبح معتماً عند تعرضها للضوء. لا يوجد الفسفور الأبيض في الطبيعية، وإنما يتم تصنيعه كيميائياً من صخور الفوسفات.  التخزين الوحيد الآمن لهذه المادة هو تحت الماء لعزله عن الاحتكاك بالأكسجين.


يشتعل الفسفور الأبيض لدى تعرضه للهواء، حيث يتأكسد ويتحول إلى خامس أكسيد الفوسفور ويولِّد هذا التفاعل حرارة كبيرة تؤدي إلى انفجار العنصر ذاته، لينتج لهباً أصفر اللون، ودخاناً كثيفاً أبيض يدوم لمدة سبع دقائق، ويُطلق احتراقه رائحة لاذعة تشبه رائحة الثوم. وهو قابل للذوبان في المواد العضوية والدهون. أما الماء فيعادل أثره وذلك بأن يقطع عنه إمداد الأوكسجين.


تاريخ اكتشاف واستعمال الفسفور الأبيض؟

في القرن السابع عشر الميلادي، وخلال سعيه لتحويل البول إلى ذهب، اكتشف الكيميائي  الألماني هينيغ براندت عنصر الفوسفور مصادفةً بعد أن قام بغلي كمية كبيرة من البول ظناً منه أن ذلك سيمكنه من اكتشاف حجر الفلاسفة الأسطوري الذي يُحول المعادن الرخيصة إلى ذهب.


قام براندت بعدها بتصنيع الفسفور الأبيض والذي بدأ في الاشتعال والانفجار في الهواء الرطب على درجة حرارة 30 سيلسيوس، ودرجة حرارة 35-46 سيلسيوس في الهواء الجاف، ولاحظ براندت أن هذا النوع من الفسفور يتألق في الظلام ويُطلق دخاناً أبيضاً، الأمر الذي دفعه إلى حفظه داخل الماء ليمنع تفاعله مع الأكسجين الموجود في الهواء.


ولم يطل الوقت بعد ذلك حتى تم تصنيع أعواد الكبريت منه بسبب قابليته للاشتعال، ثم ما لبث وتم تطويعه لخدمة الأهداف العسكرية الحربيةحيث دخل في صناعة العديد من الأسلحة الفتاكة، منها النابالم والقنابل الفوسفورية.


تم استعمال الفسفور الأبيض لأول مرة في القرن التاسع عشر من قبل الوطنيين الايرلنديين (مُشعلو النيران: الفينيان)، على شكل محلول من ثاني كبريتيد الكربون، يتبخر ثاني كبريتيد الكربون ، ثم ينفجر الفوسفور الموجود داخل اللهب. وقد عُرف هذا المزيج باسم “لهب فينيان”.


في عام 1916 في أستراليا، أثناء الصراع على التجنيد الإجباري في الحرب العالمية الأولى بين المجموعات العمالية والجهات الحكومية، تم إلقاء القبض على 12 عضواً من عمال الصناعة الذين ينتمون للنقابة العمالية المعروفة باسم” سيدني 12″ والتي عارضت التجنيد الإجباري، وتمت إدانتهم باستخدام مواد حارقة بما في ذلك الفوسفور.


في أواخر عام 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى صنع الجيش البريطاني أول قنابل الفسفور الأبيض.


وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت القوات الأميركية وقوات الكومنولث الفوسفور الأبيض بكثافة، واستعمله اليابانيون أيضاً؛ وذلك لسرعة اشتعاله وانفجاره بمجرد احتكاكه مع الهواء.


كما استخدمت القوات الجوية الملكية المتمركزة في العراق قنابل الفوسفور الأبيض في محافظة الأنبار أثناء الثورة العراقية عام 1920.


وفي حرب فيتنام، استعمل الجيش الأميركي القنابل الفوسفورية بكثافة لحرق الغابات والفتك بالمقاتلين الفيتناميين.


كما استخدمتها القوات الأميركية أيضاً في حرب أفغانستان والعراق في مدينة الفلوجة، تحديداً عام 2004.


واستخدمه الجيش الروسي ضد المقاتلين الشيشان في حرب الشيشان الأولى والثانية.


واستعملته” إسرائيل” في اجتياحها للبنان في 1982 وفي حرب تموز 2006 وفي جميع حروبها على غزة حتى الآن.


كانت الفتاة الأفغانية راضية، ذات الثمانية أعوام، أول ضحية مدنية يتم الإبلاغ عنها من جراء المادة الكيماوية في أفغانستان عام 2009، حيث تسببت القذائف التي تحتوي على الفوسفور الأبيض في إصابتها بحروق شديدة، حسبما صرح به الأطباء العسكريين الأمريكيين الذين قدموا لها العلاج.


واستعملته القوات النظامية السورية والأمريكية والروسية في حرب سوريا.


واستعملت القوات الأرمينية الفسفور الأبيض على المناطق المدنية في حربها على أذربيجان في عامي2016 و 2020.


ولا نعرف أي الشعوب ستكون الضحية القادمة لهذه المادة شديدة الفتك!


استخدامات الفسفور الأبيض

يُستخدم الفسفور الأبيض في الألعاب النارية، وفي تصنيع أسمدة التربة، والمنظفات، وبعض أنواع المواد الحافظة للأغذية(مضافات الطعام)، والمبيدات الحشرية ومبيدات القوارض. ولكن يتم الآن استخدامه بشكل كبير في الأسلحة للأغراض العسكرية الحربية، حيث يوضع في ذخائر قذائف المدفعية أو القنابل أو الصواريخ أو القنابل اليدوية التي تُقذف بغرض  التمويه لتغطية التحركات الخاصة بالعمليات البرية حيث يسمح للقوات بالتحرك دون أن يراها العدو؛ لما يُنتجه من دخان أبيض كثيف، وإحداث حرائق هائلة بهدف تطهير مواقع العدو حيث يدفع الطرف الآخر إلى الخروج من مكمنه بالنار، ويسبب له الاختناق والحروق العميقة ويتسبب في خسائر بشرية واسعة النطاق، كما يهدف استخدامه إلى إضاءة ساحة المعركة ليلا، وتمييز الأهداف وتحديدها على الأرض.


فعند إطلاق قذيفة تحتوى على الفسفور الأبيض، فإنها تتشظى في الهواء، وتتحول إلى مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة، يطلق كل منها ما تحتويه من الفسفور الأبيض الذي يشتعل بمجرد ملامسته للهواء، منتجاً توهجات بيضاء ساطعة شديدة الحرارة، تحرق وتقتل أي شيء تلامسه، بشراً أو حيواناً أو نباتاً أو حتى مباني ومنشآت مهما كان نوعها وبنى تحتية، ناهيك عن انفجارات مدوية تنشر الرعب والهلع.


المخاطر التي يحملها التعرض للفسفور الأبيض(مخاطر قصيرة الأمد، وأخرى طويلة الأمد)

بسبب سرعته الكبيرة في التفاعل مع الأكسجين، فإن الفسفور الأبيض يحترق بشدة لدى ملامسته للهواء ويصعب إطفاؤه، حيث يستمر في الاشتعال لفترة طويلة إلا إذا منع عنه الأكسجين، ويُطلق أبخرة بيضاء كثيفة تغبش الرؤية وتُهيج العيون وتحرقها وتجعلها حساسة للضوء.


تكمن خطورته في قدرته الرهيبة على استقطاب الماء من الهواء والأنسجة الحية خلال تفاعله ليكون حمض الفسفوريك، وما يزيد من خطورته هو قدرته العالية على الذوبان في الدهون والانتشار السريع داخل الجسم المصاب وإكمال تفاعلاته، باعثاً حرارة عالية تؤدي إلى حرق الخلايا والأنسجة والأعضاء الداخلية حتى يصل إلى العظم. وإذا لم يتم العلاج جراحياً واستئصال الأنسجة الملوثة بالفسفور الأبيض وإزالة هذه المادة تماماً من الجسم، فإن هذه المادة يمكنها متابعة التفاعلات القاتلة حتى بعد الانتهاء من العلاج.


وعادة ما تكون الحروق الناتجة عن الفسفور الأبيض خطيرة بشكل يفوق الحروق العادية، كما تحتاج إلى وقت أطول من الحروق العادية للشفاء.. وفتاكة يمكنها قتل ضحيتها.


خطر الفسفور الأبيض على الجسم البشري يتعدى قدرته الهائلة على إحداث حروق إلى قدرته على التسبب بالتسمم أيضاً، فبعد امتصاص الجلد له، يدخل الجسم ويتعمق داخل مجرى الدم، ويؤدي إلى تسمم الكلى والكبد والقلب ويُفشل وظائفها.. ويؤدي إلى الوفاة.


استنشاق الفسفور الأبيض لفترة قصيرة يسبب تهيجاً شديداً في القصبات الهوائية يتسبب في سعال حاد، وملامسته للأغشية المخاطية يهيجها أيضاً بشدة. كما يسبب التعرض له لبعض الوقت إلى حدوث تشنجات وشلل في العصب الوجهي واضطراب في ضربات القلب.


وما يفاقم خطر هذه المادة، أن الطواقم الطبية في أجزاء كثيرة من العلم لا تمتلك الخبرات والمهارات والمعرفة الكافية لكيفية التعامل مع ضحايا الإصابة بهذه المادة، وحتى تحديد نوع المادة الكيماوية التي تعرض لها الضحايا من شكل الحروق الناتجة، وسبل تحييد المادة للتقليل من خطرها وقدرتها على الفتك، وهو ما يقلل من فرص النجاة لدى ضحايا الفسفور الأبيض من المدنيين.


تستطيع جزيئات الفسفور الأبيض الالتصاق بالوجه والأجزاء الظاهرة من الجسم والنفاذ منها إلى أعماق الأنسجة وتدميرها، كما يمكن للدخان أن ينساب داخل الجسم ويتسرب إلى داخل الجهاز الهضمي مسبباً ما يُعرف بالبراز الدخاني.


وحتى بعد شفاء الحروق الناتجة والجروح، ترافق المصابين معاناة طويلة تمتد على امتداد حياتهم تنتج عن الآلام المبرحة المزمنة التي تلزم تدخل طبي مستمر، والدمار في الجلد، والندوب العميقة التي لا تزول، والإعاقات الجسدية والبصرية والسمعية.


ولا نتجاهل الآثار المدمرة للتعرض لقذائف الفسفور الأبيض على الصحة النفسية والعقلية، وآثارها الاجتماعية والاقتصادية التي تزيد من حجم الأذى الذي يواجهه المصابون وأسرهم.


وفي حال كان المصاب طفلاً، فإن حجم الأذى والدمار يكون مضاعفاً، حيث يرافق الطفل شعوراً داخلياً بالذنب والقلق الدائم بسبب التشوهات الناجمة عن آثار الحروق التي يسببها الفسفور الأبيض خاصة إذا كانت في الوجه، ناهيك عن العزلة الاجتماعية التي تُفرض على الطفل ووقوعه ضحية للتنمر من قبل محيطه، الأمر الذي يضطره إلى التسرب من المدرسة غالباً وعدم متابعته للتعلم.


هل ينتهي خطر الفوسفور الأبيض باحتراقه في ساحة المعركة وإحراقه الحرث والنسل؟ ماذا عن تأثيره في البيئية؟

استعمال الفسفور الأبيض في منطقة ما لأغراض عسكرية يؤدي إلى تلوث البيئة فيها بكافة عناصرها، حيث يحمل الهواء بقايا الغازات الناجمة عن احتراقه، وهي غازات خطيرة وسامة تؤدي إلى أضرار صحية لها علاقة بالجهازين التنفسي والعصبي، والأمراض المرتبطة بهما.


من غير المحتمل للفسفور الأبيض أن ينتشر في البيئة، لأنه يتفاعل مع الأكسجين بسرعة ويحترق ويتحول بعدها إلى جزيئات أقل ضرراً. ومع ذلك عندما تتناثر جزيئات الفوسفور الأبيض في الهواء ، فمن الوارد أن تكوِّن حول نفسها طبقة واقية تمنع حدوث المزيد من التفاعلات الكيميائية، وهذا يحفظ بقاء هذه المادة في الهواء، ويُبقي على خطرها وخطر احتمال وصولها إلى داخل جسم الإنسان.


في الماء ذي التركيز المنخفض من الأكسجين، يتفاعل الفسفور الأبيض ليشكل مركب غازي شديد السُّمية يُسمى فوسفين يمكنه الانتقال بسرعة إلى الهواء، حيث يتحول إلى مركب كيميائي أقل ضرراً خلال يوم تقريباً.


لا يتفاعل الفسفور الأبيض مع أي من المواد الأخرى، وهو ما يحفظ بقاءه، لذا نجده يدخل أجسام الكائنات المائية ويتراكم داخلها، وبالتالي يتسرب إلى السلاسل الغذائية مسبباً ضرراً بالغاً لجميع المستويات.


أما في التربة، فيبقى الفوسفور الأبيض لأيام عدَّة قبل أن يتحول إلى مواد أقل ضرراً. ولكن في التربة العميقة وفي قاع الأنهار والبحيرات قد تبقى جزيئات الفوسفور الأبيض المغلفة لألف عام أو نحو ذلك خاصة في ظل ظروف ينخفض فيها الأكسجين.


استنشاق الهواء الملوث بالفسفور الأبيض، أو ملامسة التربة الملوثة، أو الشرب من المياه الملوثة أو السباحة فيها، أو تناول أسماك أو طيور ملوثة تغذت من مواقع تحتوي على الفسفور الأبيض، ينقل هذه المادة إلى جسم الإنسان ويعرِّضه لخطرها.


الإسعاف الأولي في حال التعرض للفسفور الأبيض

* استخدام قطعة قماشية مبللة بالماء على الأنف يساهم في الحماية من دخان الفسفور الأبيض.

* خلع الملابس بسرعة في حال إصابتها بهذه المادة، قبل وصولها إلى الجلد، وغسل الجلد جيداً بالماء.

* غسل المناطق المصابة من الجسم بمحلول يحتوي على بايكربونات لمعادلة حمض الفسفوريك الناتج عن التفاعل.

* إطفاء الحرائق الناتجة عن الفسفور الأبيض برذاذ الماء أو الرمل المبلول، مع ضرورة الابتعاد عن المواد سريعة الاشتعال.

* إذا تعرضت العين للفسفور الأبيض، فإنها تُغسل بالماء لعدة دقائق، وينصح بإزالة العدسات اللاصقة في حال وجودها.

ملحوظة: علينا أن لا ننسى أن بقايا الفسفور الأبيض قد تعود للاشتعال تلقائيا بعد إطفاء الحريق لذا لا بد من إزالته نهائياً من داخل الجسم جراحياً من قبل أطباء مختصين.


ما شرعية استعمال قذائف الفسفور الأبيض على البشر؟ 

تحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب. وتعرّف الاتفاقية الأسلحة الحارقة بأنها كل سلاح أو ذخيرة تشعل النار في الأشياء أو تحدث لهباً أو انبعاثاً حرارياً يسببان حروقاً للأشخاص.


ويوضح موقع «غلوبال سيكيورتي» Global Security ،الذي يديره البنتاغون (مقر وزارة الحرب الأمريكية) إن الفوسفور الأبيض مُصنف مادة حارقة. وقد فُرض حظر على استخدامه في البروتوكول الثالث المُلحق بالمعاهدة الدولية حول حظر بعض الأسلحة التقليدية (1983). وتحظر تلك المعاهدة استخدامه ضد الأهداف العسكرية التي تقع ضمن تجمعات مدنية، إلا إذا كانت معزولة بوضوح عما يحيط بها من سكان مدنيين، ومع استخدام الاحتياطات الكافية لحمايتهم عند استخدامه.


ورغم ذلك ما يزال الفسفور الأبيض سلاحاً شديد البشاعة تستخدمه القوات العسكرية ضد أعدائها حتى وإن كان ذلك في مناطق تكتظ بالمدنيين.. وغزة المكان الأكثر اكتظاظاً بالبشر في العالم خير شاهد على ذلك بشاهدة الجمعيات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها!!!

شاهد أيضاً

حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 مبادرة عربية جريئة تلتها نتائج متباينة

في تشرين الأول/ أكتوبر اندلعت الحرب العربية – الإسرائيلية الرابعة. وللمرة الأولى في تاريخ الصراع …