أخبار عاجلة

إسرائيل في حرب “اللا مفر”: لن نتوقف.. فالسنوار لن يكتفي بـ”التبادل”

 آفي يسسخروف
يديعوت أحرونوت

البلاغ المحزن الذي أصدره الناطق العسكري العميد دانييل هجاري يوم الجمعة، عن إطلاق النار بالخطأ من جنود الجيش على ثلاثة مخطوفين نجحوا في الهروب من خاطفيهم من حماس، بلاغ عكر المزاج الوطني لدولة إسرائيل، الذي كان في ذروته، على أقل تقدير. وانتقلت الأجواء أيضاً إلى استوديوهات التلفزيون والشبكات الاجتماعية حيث أطلقت تساؤلات بالصوت وخطياً عن جدوى استمرار الحملة البرية وعن الحاجة إلى العمل على صفقة لتحرير المخطوفين “الآن”. مساء الجمعة، وصل بضع مئات من الأشخاص للتظاهر في تل أبيب رافعين مطلباً كهذا، وهم أساساً أبناء عائلات المخطوفين، ولكن أيضاً مع كثيرين آخرين أعربوا عن استيائهم من سياسة الحكومة في موضوع الرهائن.

يمكن أن نفهم هذا الإحباط، في ضوء الوضعية الرهيبة وأزمة الثقة الشديدة لدى كثير من مواطني إسرائيل تجاه الحكومة، لكن، مثلما تعلمنا في الماضي أيضاً من المفاوضات لتحرير جلعاد شاليط، فإن الاحتجاج الشعبي المغطى إعلامياً والرامي إلى الضغط على حكومة إسرائيل للعمل في موضوع الصفقة يؤدي إلى تصلب مواقف حماس وإبطاء أكبر للاتصالات. وهنا الخطر الأكبر – صور المظاهرات يوم الجمعة ليلاً من تل أبيب ربما تعزز يحيى السنوار في مطالبته بمقابل أعلى في المفاوضات المستقبلية لتحرير الموجة التالية من الرهائن. هذه طريقه ومنها يتغذى. هو الرجل الذي حاول بنفسه أن يعرقل صفقة شاليط لاعتقاده أنها ليست جيدة بما يكفي لحماس. السنوار، من مكان اختبائه في أنفاق خان يونس أو رفح، سيواصل محاولة التنكيل بعائلات المخطوفين قدر الإمكان، وسيفهم في الأيام القريبة القادمة مناورات وأحابيل نفسية غير قليلة أخرى كي يشدد الضغط على الحكومة لوقف الخطوة البرية. هو يحتاج إلى هذا، وعليه عول منذ البداية: أن يعطيه الرهائن الضمانة والحصانة من الإبادة أو التصفية. وعليه، يبدو أننا سنسمع غير قليل من التصريحات من كبار مسؤولي حماس في الأيام القريبة القادمة بأنه إذا توقف الهجوم الإسرائيلي فسيكون ممكناً الحديث عن تحرير سجناء. لكن هذا لا يعني أن تحريراً كهذا سيأتي. السنوار وعصبته سيحاولون تمديد الوقت ليحصلوا على بضعة أيام أخرى، في محاولة لضمان بقائهم. وربما ينبغي قول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي ولعائلات المخطوفين: لن تحصل صفقة “الآن”. حتى لو عرضت إسرائيل تحرير كل الرهائن مقابل كل السجناء الفلسطينيين، فلن يوافق السنوار على ذلك دون ضمانات دولية واضحة تعطيه هو ورفاقه الحصانة وتتمكن حماس من العودة إلى السيطرة في القطاع.

وهنا ينبغي أن نقول أيضاً بضع كلمات عن الخطوة البرية. رغم الثمن الذي تجبيه بحياة الإنسان، ورغم الخطر على حياة الرهائن ورغم الأصوات في الاستوديوهات التي تتراوح بين النشوة والاكتئاب، هذه الخطوة تعطي ثمارها في الميدان. في النهاية يجب أن نتذكر: لو لم يطلق الجنود النار على الثلاثة، لتركزت الأغلبية الساحقة من هذا التحليل على أن هذا مؤشر واضح على تفكك حماس وقدرة القيادة والتحكم لدى قادة المنظمة. هذا يستغرق وقتاً وهذا سيستغرق وقتاً. العملية البرية الواسعة على هذا النمط الذي نشهده الآن في خان يونس قد يغير وجهها وتصبح نشاطات موضعية أكثر وتستند إلى معلومات استخبارية دقيقة – الإدارة الأمريكية تفهم هذا وتقبله – لكنها ستستمر. حماس تدفع ثمناً باهظاً على قرارها الخروج إلى هجومها في 7 أكتوبر، وستواصل دفع الثمن. وفضلاً عن كل هذا، يجب أن نتذكر أيضاً الأيام التي تتسبب فيها الأخبار لأن نغرق جميعنا في الاكتئاب الوطني العام: لا خيار آخر لدولة إسرائيل غير العمل حتى القضاء على حماس. محظور حظراً تاماً أن تتمكن هذه المنظمة، المسؤولة عن المصيبة الأكبر في تاريخ الدولة، بالعودة إلى حكم غزة. إذا حصل هذا الأمر، فسنشهد المزيد من محاولات تنفيذ أعمال على نمط 7 أكتوبر. عملية عنيدة وثابتة ضد حماس هي ما يمكنها منع مثل هذه المصائب مستقبلاً.

 

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …