أخبار عاجلة

للسيطرة على رفح: أيهما ستختار إسرائيل.. الضرورة أم علاقاتها مع مصر؟

يوآف ليمور / إسرائيل اليوم 

وسع­ الجيش الإسرائيلي المعركة في الجنوب إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع أيضاً. هذه خطوة واجبة، وثمة حاجة لأسابيع طويلة وقوات كثيرة لاستكمالها.
في وسط القطاع أربع مخيمات لاجئين كبيرة: البريج، النصيرات، دير البلح، والمغازي. عملياً، يدور الحديث عن تواصل مديني مكتظ جداً وعنيف جداً تحظى فيه حماس بتأييد جارف. قائد اللواء في المنطقة، أيمن نوفل، جرت تصفيته في الشهر الأول من الحرب، رغم ذلك يواصل اللواء عمله.
إن الدخول إلى هذا المجال مهم لثلاثة أسباب: الأول، لا سبيل آخر لتحييد قدرة حماس العسكرية في القطاع دون تنفيذ ذلك جسدياً، في كل منطقة، ثم نزع قدرات الكتائب والسرايا. الثاني، لأن العمل في وسط القطاع سيخلق تواصلاً جغرافياً بين منطقة مدينة غزة ومنطقة خان يونس حيث ستكون السيطرة في يد إسرائيل. والثالث، وجوب أن تشعر حماس بأن لا منطقة في القطاع محصنة من الأعمال الإسرائيلية.
حسب وتيرة تقدم الجيش الإسرائيلي في الحرب حتى الآن، يمكن التقدير بأن الأعمال في مخيمات الوسط ستستمر أسابيع طويلة إلى أن تتضرر معاقل حماس. بعد ذلك ستتواصل الأعمال فيها، وإن بصيغة مختلفة من الاقتحامات والتصفيات وفقاً للحاجة والمعلومات الاستخبارية.
قال رئيس الأركان هرتسي هليفي أمس، إن الحرب ستستمر أشهراً طويلة، ويبدو أنه كان متواضعاً في تقديراته: فلأجل القضاء على حكم حماس وإلحاق الهزيمة بقدراتها العسكرية الأساسية ولتصفية بنيتها القيادية، فهذا يتطلب بضع سنوات، وبعدها ستواصل إسرائيل العمل في غزة بقوى وطرق متغيرة على أمل أن يقوم في وقت ما حكم آخر يصمم أفقاً مختلفاً حيال إسرائيل.
إن القرار بالعمل في وسط القطاع ليس الوحيد الذي اضطرت إسرائيل لاتخاذه. فثمة قراران آخران على الأقل على جدول الأعمال: الأول، هل ستتسع المعركة في خانيونس إلى مناطق أخرى من المدينة، بما في ذلك مخيم اللاجئين الذي يعتبر أحد المعاقل الأصلب لحماس في القطاع؟ والثاني، هل يجب العمل أيضاً في رفح، بما في ذلك إمكانية السيطرة على محور فيلادلفيا؟
إن معضلة خانيونس تستوجب قراراً إيجابياً. الجيش الإسرائيلي موجود هناك الآن على أي حال، وقيادة حماس أيضاً. من يدعي بأن الضغط العسكري وحده سيحركها، ينبغي أن يشدد هذا الضغط على الرقبة. يفترض بهذا أن يدفع قدماً بهدف الحرب الأول المتعلق بنزع قدرات حماس، وينبغي الأمل في أن يحقق هذا هدف الحرب الثاني أيضاً المتعلق بخلق ظروف أفضل لإعادة المخطوفين.
معضلة رفح معقدة أكثر. فالمدينة معقدة للأعمال (أساساً مخيم لاجئيها)، ويتجمع حولها نحو مليون لاجئ ليس لهم مكان يذهبون إليه وثمة تخوف من محاولتهم الهروب إلى سيناء ما قد يعرض العلاقات بين إسرائيل ومصر للخطر. بالمقابل، فإن السيطرة على المدينة ومحيطها حيوي لعدم ترك أماكن محصنة في غزة وللسيطرة على محور التهريب في فيلادلفيا.
خطوة كهذه تستوجب تنسيقاً وثيقاً مع مصر. توجد في هذه فضائل، أساساً لإمكانية الدفع قدماً في المفاوضات لتحرير المخطوفين، وكذا في حلول محتملة لليوم التالي للحرب. كما يوجد في هذا مشاكل، أساساً حيال مطلب مصري متوقع للسماح بموطئ قدم متجدد للسلطة الفلسطينية في غزة. على إسرائيل أن تستنفد هذا الحوار بالتوازي مع تقدم الأعمال العسكرية، ليس فقط لأن مصر هي الجار الثاني لغزة، إلى جانب إسرائيل، بل لأنها مثلنا أيضاً؛ معنية بالتخلص من حماس ويهمها إقامة حكم أقل تطرفاً وتهديداً في القطاع.
يوآف ليمور

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …