أخبار عاجلة

مهمة ديرمر الأساسية في واشنطن شرح أهداف نتنياهو

المصدر : معاريف

المؤلف : إيتان غلبواع

بعد الزيارة التي قام بها كل مسؤولي جو بايدن في مجالَي الخارجية والأمن لإسرائيل، الآن، تغيّر الاتجاه، وها هو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يقوم بزيارة مهمة جداً إلى واشنطن. في هذه الأثناء، إن المصالح والموضوعات المطروحة على جدول أعمال العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن يعالجها ديرمر، ما زالت هي نفسها منذ بداية الحرب.

اختيار ديرمر كان طبيعياً. فهو يعرف جيداً السياسة الأميركية منذ الفترة التي عمل فيها سفيراً لإسرائيل في واشنطن، ونتنياهو يعتمد عليه، ولديه علاقات جيدة مع جميع الهيئات في الإدارة الأميركية. كما سيلتقي ديرمر أعضاء بارزين في الكونغرس من أجل وقف احتمال تراجُع تأييد بايدن لإسرائيل، وضمان الموافقة على مساعدة عسكرية ومالية خاصة تقدَّر بـ14.5 مليار دولار، والتي لا تزال عالقة في الكونغرس، لأن بايدن مُصر على رزمة مساعدة واحدة لإسرائيل وأوكرانيا، بينما يطالب الجمهوريون بالفصل بينهما. ويتوقع بايدن من ديرمر استخدام نفوذه الكبير لدى الجمهوريين من أجل دفعهم إلى الموافقة على الرزمة المشتركة.

إن المهمة الأساسية للزيارة هي التوصل إلى اتفاقات بشأن الموضوعات الخلافية بين الدولتين. ومن المفترض أن يقدم ديرمر أجوبة عن موضوعات تُقلق الإدارة، بينها جدول زمني للانتقال من حرب شديدة القوة إلى حرب منخفضة القوة، وبشأن اليوم التالي للحرب؛ كما سيعرض التحديات الإقليمية التي تُقلق إسرائيل، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني واستخدام إيران لأذرعها في المنطقة، حزب الله والحوثيين.

تريد إدارة بايدن أن تنهي إسرائيل مناورتها البرية الشديدة القوة في نهاية كانون الثاني/يناير 2024، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من قتال أقل قوةً، والمحافظة على الإنجازات، وخلق الظروف لاستبدال سلطة “حماس”. وتعارض الإدارة الأميركية احتلالاً مستمراً للقطاع وسيطرة إسرائيلية على منطقة أمنية جوهرية حول غزة، من أجل إعادة سكان الغلاف إلى مستوطناتهم. وسيسأل ديرمر الأميركيين: كيف يمكن تحقيق الحد الأدنى من هذه الأهداف، في رأيهم.

الإدارة الأميركية معنية باستبدال “حماس” بالسلطة الفلسطينية، وتعتقد أن الوقت حان لوضع خطة، لأن مجرد وجودها سيقوّض سلطة “حماس”. علناً، يعارض نتنياهو الفكرة. لكن رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي نشر مقالاً في صحيفة “إيلاف” السعودية، وافق فيه على أن تحكم السلطة الفلسطينية غزة “بعد أن تقوم بإصلاحات جذرية”. وبدأ مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى باستخدام هذا المصطلح مع الأميركيين. حتى الآن، رفض نتنياهو طلب إجراء نقاش جدي بشأن اليوم التالي، خوفاً من زعزعة ائتلافه. وانتقد بن غفير وسموتريتش بشدة مقال هنغبي. المطلوب من ديرمر أن يشرح ماذا يريد نتنياهو، الذي لم يعد في إمكانه التهرب أكثر، بحجة “أن الآن ليس وقت النقاش”، ويجب أولاً إخضاع “حماس”.

تقوم إيران بتفعيل أذرعها ضد إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان وسورية والعراق واليمن. ويصعّد حزب الله والحوثيون هجماتهم ضد إسرائيل، كما يزداد احتمال نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، يسعى بايدن لمنع حدوثها. وتنشط الولايات المتحدة وفرنسا، دبلوماسياً، من أجل دفع حزب الله إلى الانسحاب من الحدود مع إسرائيل. ويريد ديرمر معرفة فرص نجاح هذا التحرك، وإذا لم ينجح، ما هو الدعم الذي ستقدمه الإدارة لإسرائيل في حال شنّت هجوماً كبيراً على حزب الله؟ لقد شكلت الإدارة الأميركية قوة مهمات دولية للدفاع عن حرية الملاحة، وعن مضيق باب المندب، لكنها لا تزال غير قادرة على ردع الحوثيين، الذين يواصلون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وعلى إسرائيل. وهنا أيضاً يُطرح السؤال: ماذا ستفعل الإدارة الأميركية لردعهم.

في ظل الحرب في أوكرانيا، وفي غزة، تواصل إيران تقدُّمها الكبير نحو الحصول على سلاح نووي. وجاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأمم المتحدة أن إيران سرّعت، مؤخراً، وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأتَي فوردو ونتانز إلى 60%، ورفعت إنتاجها من 3 كلغ إلى 9 كلغ شهرياً. وهذه الوتيرة تكفي لصنع 3 قنابل نووية. يريد ديرمر أن يعرف ما إذا تخلّت إدارة بايدن عن اتفاق نووي جديد مع إيران، أم لا، وكيف تنوي لجم السباق إلى القنبلة وتشجيع إيران حزب الله والحوثيين على محاربة إسرائيل.

أكثر من 200 طائرة شحن أميركية حطّت في إسرائيل منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى السفن التي حملت إلى إسرائيل أكثر من 10 آلاف طن من الذخيرة والعتاد العسكري، لكن الحرب المستمرة في غزة وخطر تصاعُد المواجهة مع حزب الله إلى حرب شاملة، يفرض استمرار ملء مخازن السلاح. لقد قلّص سلاح الجو تحليق طوافاته الحربية، وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة الحصول على مثل هذه الطوافات الضرورية في القتال على كل الجبهات. لا تزال الإدارة تبحث في الطلب، ومن المفترض أن يبرر ديرمر المساعدة العسكرية التي تحتاج إليها إسرائيل. وهذه ورقة ضغط مهمة يملكها بايدن على نتنياهو.

وعلى الرغم من أن نتنياهو بدأ بحملة انتخابية، شعارها أنه وحده قادر على مواجهة الضغط الأميركي، فإن الوقائع أثبتت العكس. علاوةً على ذلك، في الماضي، استخدم نتنياهو الضغط الأميركي من أجل لجم الأطراف اليمينية المتشددة في حكومته. والأميركيون يعتمدون على هذا النموذج، لكن نتنياهو الضعيف اليوم، يختلف عمّا كان عليه في الماضي.

إسرائيل تعتمد اعتماداً مطلقاً على المساعدة العسكرية، وعلى الدبلوماسية الأميركية، وإذا واصل نتنياهو تفضيل مصالح ائتلافه الحكومي، فإن مهمة ديرمر ستفشل، والخلافات مع البيت الأبيض ستتعمق.

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …