لقد اعتادت إٍسرائيل في تاريخها على ضرب الدول بقوة وتدمير وتهشيم وطحن العظام وسفك الدماء والتطاول على الأنظمة والرؤساء. حتى جاء زمن تُضرب فيه، دولة كبيرة ذات تاريخ دموي مديد ينال ضربات موجعة حقًا.
ضربت إيران .. فضُربتها إيران، فتفاجأت إسرائيل، وشهقت أوروبا وكاد أن يُغمى على قلبها، والولايات المتحدة يظهر نابها والإنجليز يترجلون والفرنسيون يدبكون.
ضربتها مرة ثانية فضُربت بصواريخ فرط صوتي عبرت من إيران إلى إسرائيل ب14 دقيقة وطالت أهدافها، منها سقط وهذا شيء طبيعي جدًا، ومعظم الصواريخ نال من أهدافها.
ضربتها للمرة الثالثة، واليوم إيران تُهدد بضرب إسرائيل بالرد ضربة قاصمة لعلها كما وصفها السيد علي خامنئي: ستُكسّر العظام.
هذا الرد المرتقب ليس مجرد حرب نفسية أو لتوهين النفوس أو تدمير المعنويات، إنما هو رد قد لا يكون بعده رد !
لماذا الرد القاصم؟
لا يخفى على أحد أن حزب الله وقف في وجه إسرائيل ندًا لند، فإسرائيل دمرت المباني وها هو حزب الله يدمر المباني، ليس بالتساوي وهذا أمر طبيعي ومعلوم.
قوة إسرائيل تفوق قوة حزب الله الجوية والبرية والبحرية بأضعاف قد تخرج من أي مقارنة. وهذا معلوم، وليس جديدًا.
حزب الله حزب، تدعمه إيران عسكريًا واستراتيجيًا، أما إسرائيل فهي وجه الناتو والإستحمار الأوروبي والنفاق الإنجليزي ووحش الولايات المتحدة المدلل وحصانة عروش العرب.
أجل إسرائيل هي حصانة عروش العرب، فهم اليوم مع إسرائيل قلبًا وقالبًا، يحمونها يدافعون عنها يصدون صواريخ المقاومة عن أرضها وباتوا لا ينامون لياليهم لما يُصيب من إسرائيل من ضربات.
الحزب مع ذلك قد وقف وصدّ ولا يزال يُقاوم بثبات وعزم رغم الجراح وخسارة الأغلى . انظروا إليه في الجنوب يزأر في عرينه، ويطال تل أبيب يوميًا.
هجّرت إسرائيل شعب لبنان، صحيح، وحزب الله هجّر شعب إسرائيل كذلك. مليون ونصف مليون نسمة لبنانية في المآوي، صحيح..
كذلك مليون ونصف مليون (هناك تصريحات إسرائيلية عن 2 مليون مستعمر) قد هربوا إلى الملاجئ.
لا مدارس في لبنان؟ صحيح.. كذلك لا مدارس في إسرائيل.
لا بد من طرف آخر يُغير هذا التوازن الروتيني الحاصل. فقد ثبتت الجبهات الحدودية على ضارب ومضروب. فلا تقدم إسرائيلي بريًا ولا نصرًا ظاهرًا لحزب الله، كما لا عودة للمستعمرين إلى المستعمرات ولا عودة لبنانية إلى الحدود.
هذا الطرف الآخر قد يُغير اللعبة إلى ما هو أكبر، حرب يعني، إيران في وعيدها اليوم تقول للعالم: لعلها الأخيرة لإسرائيل .. سنضرب ضربًا قاصمًا
والغرب يتوعد ويصول ويجول مهددًا إيران.
وحدها الأيام تكشف المستور، ما المطلوب للبنان في هذا الوقت؟ الصبر، علينا بالصبر، ثم الصبر، وإياكم والإنجرار إلى سفالة التواصل الإجتماعي والخوض مع الجهلى والحمقى والحانقين حول البيضة من باضها أو الدجاجة من جاجها.
المطلوب هو الوعي والتثقيف والتنبيه والتوضيح. الناس في إيلام، هذا صحيح، لكن لذة النصر إن شاء الله ستُطيب الجراح وتُكفكف الدموع.
والله خير حافظًا وهو أحكم الحاكمين.