لقد دأب الإسرائيلي على استباحة أجواء الدول العربية بصفته الوحش المسعور المدلل لدى حلف الأطلسي وهو المأمور طوعًا وكَرهًا من الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد اعتاد الغرب على النهب والسرقة وسفك دماء الناس، فلو قرأنا التاريخ بدءًا من أمس إلى ما وراء المئة عام وما قبلها وقبل قبلها لنجدنّ أن الإنجليز قد دمروا الحشر وسفكوا دماء البشر في أفريقيا وآسيا حتى في شعوبهم ومعارك طاحنة مع إيرلندا وغيرها، وكذلك مع فرنسا وغيرها، وفرنسا تلك الأخرى “متعودة ديمًا” على سرقة الشعوب واسحماق الجهلى ونهب ثروات الدول بحُجة الإستعمار والتعمير.
الحرب العالمية الأولى تلخص التاريخ الغربي بامتياز، فالجميع مجرم سفاك للدماء ولا استثناء في ذلك. فإذا اختلقوا فكرة الهولوكوست الألماني في اليهود فإن كل دولة افتعلت هولوكوست في جارتها ولا استثناء أيضًا في ذلك.
هل من يُجيب على سؤال: ماذا فعل السوفييت في نساء ألمانيا بعد الحرب؟ أو ماذا فعل الإنجليز في بولندا؟ أو فرنسا في سويسرا ؟ وإلى آخره.
الخلاصة، كلهم منافقون وكلهم مجرمون. وكل أوروبا تعتاش على دماء الدول التي تنهب ثرواتها سواء في أفريقيا أو آسيا أو أوروبا ذاتها. فما تنعّم أوروبي إلا من رزق سرقه من غير أوروبا.
إسرائيل ليست دولة، حتى التاريخ لم يذكرها كدولة، ولم يكن في حساب التاريخ نفسه أن جماعة اليهود لهم فلسطين كأرض مباركة وعدهم بها الرب الإله وأنها “إسرائيل” أرض يعقوب أو الأرض الموعودة.
من لا يُصدق قولي، فليسأل التاريخ أو غوغل أو حتى الذكاء الإصطناعي عن تاريخ إسرائيل! لن يجد الجواب.
إسرائيل ليست إلا كيان مُختلق في القرن التاسع عشر (1800) وقد جرى تأجيل قيامه لضرورات الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولما جاء موعد قيامه قام سنة 1948 في مسرحية كُبرى إسمها: عام النكبة. حيث الدول العربية تربعت على العروش شرط أن تكون الحامية الأولى والأخيرة لهذا الكيان.
نعم، عروش العرب مقرونة ببقاء إسرائيل. وكاذب على نفسه من يُنكر هذه الحقيقة.
لم تجرِ في التاريخ حربٌ ضد إسرائيل إلا كانت خيانة العرب تطعن مصر وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وتجهد عروش الملوك في نصرة إسرائيل.. ليس حبًا فيها إنما لضرورة بقاء الحُكم.
ألم تخسر مصر وسوريا الحرب في 1967؟ العرب هم السبب. خسروا الجولان .. العرب هم السبب، خسروا سيناء والعرب هم السبب. خسروا فلسطين والقدس والقضية، أجل كما حذرت، العرب هم السبب.
في لبنان، استباحة شاملة كاملة لأراضيه ومائه وبره وبحره وجوه وفضائه وسمائه واتصاله وجيشه وشعبه وأمنه وأمانه. إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها فتقتل جارتها الأولى والثانية والثالثة. الحق في الدفاع عن النفس يقتل فلسطين كل فلسطين، ويسرق الماء والهواء ويهدد الدول ويفجر المساجد والكنائس ويذبح الأطفال على صوت “الله أكبر” ويأكل لحوم الجثث تحت عنوان: الجيش الحر.
هذا الحق في الدفاع لا يوجد مثله في الكون، بل ليس في الخليقة جمعاء، إلا عند شذاذ الآفاق، الذين قامت دولتهم بالعهر والدعارة وبيع الجنس وسفك الدماء. إقرأوا التاريخ لتعلموا حقيقة عاهرة اليهود غولدا مائير، وغيرها وغيرها. تسيبي ليفني تقول بلسانها علنًا: أنا كنت مومسًا زانية في خدمة إسرائيل.
إسرائيل، تلك “البُعبع” الذي أرعب ضعاف النفوس صغار العقول مرضى القلوب قد اصطدمت بجدار من حديد إسمه المقاومة الإسلامية. في فلسطين حماس وفي لبنان حزب الله وفي العراق حزب الله وفي اليمن أنصار الله.
لاحظ عزيزي، أن من تاجر مع الله بنفسه وماله وبيته وأرضه هم أتباع محمد، هم شيعة محمد، هم قوم محمد، هم جيش محمد، هم الذين لم يخافوا من وعيد الشيطان ولا تهديد إبليس ولا لومة اللائم. وكل من اتبع غير محمد، من الأشخاص الذين جعلوا منهم أصنامًا، لم ينتج عنهم سوى الكذب والنفاق والخيانة والطعن في الظهر والتآمر على لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. تآمروا على مصر، تآمروا على قطر، قسّموا السودان وشتتوا الصومال وإلى آخره.
لقد بدأت رحلتهم في الدفاع عن الصحابة ، الذين قتلوا بعضهم بعضًا وخان بعضهم بعضًا وجزروا ببعضهم البعض وكان فلان رضي الله عنه قد قتل فلانا رضي الله عنه ذلك الآخر لأنه لم يبايع فلانًا رضي الله عنه ذلك الثالث الآخر.
هذه الدفاع بدأ بالصحابة وانتهى في الدفاع عن إسرائيل، علنًا، على السطح، يصدون الصواريخ، طائراتهم الداعمة غذاءً ودواءً لا تبرح سماء فلسطين، في مرحلة إسمها: الويل لنا إن بقيت حماس وربح حزب الله وفاز اليمن. الويل كل الويل إن هُزمت إسرائيل.
المعركة اليوم ليست معركة، لعلها الحرب الأخيرة ذاتها، وستليها الحرب الآخرة، حرب القدس الشريف. المطلوب هو الصبر، ثم الصبر، ثم الصبر.
قد يظهر إبليس بلباس الدين، مرة سيدًا، ومرةً شيخًا، وأخرى مطرانًا يدعو إلى تحرير المدارس.
يقول رسول الله عيسى صلى الله عليه وعلى أمه: أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام، وأنا الحياة .. وبالموتِ يحيا الإنسان.
لا أدري من اتبع عيسى عليه الصلاة السلام، هل الشيعة الذين بالموت يحيون؟ أم ذلك صاحب القلنسوة الذهبية الذي لم يفقه قول الله.
خلاصة، هلى الحرب مديدة؟
المسألة متعلقة بكلا الطرفين، الطرف الأول هو ابن الأرض، جذوره من 10 آلاف سنة، يتكلم العربية والآرامية وحتى العبرية، قد زرع الأرز والتين والزيتون. أما الطرف الآخر فهو لقيط أوروبا ونفايات أفريقيا، لا يدري من هو أبو أبيه، عمره الحضري لن يتخطى المئة عام.
هو صراع بين ثقافتين حقًا، بين صُناع الحياة .. وصُناع الموت .
أين نحن في هذه الحرب؟ أقول قول علي بن أبي طالب عليه السلام:
وما النصر إلا صبر ساعة، تد في الأرض قدمك واعلم أن النصر من عند الله العزيز الحكيم.