بيئة المقاومة هي حزب الله بذاته يا سمير/ دكتور عباس

لقد خاب ظن حزب القوات اللبنانية مرة أخرى، فقد زعم أن حزب الله مصدر تهديد لوجود بيئته، وقد تمادى في ظنه أن الحزب لم يعد ضمانة لها.

نريد أن نوضح التالي:

1. حزب الله أمسى حزبًا وأصبح شعبًا، بعدما أمست قيادة الحزب تتواصل مع متفرغيها والموظفين فيه والعاملين لديها أصبحت اليوم تتواصل مع شعب يفوق عدده مئات آلاف من الناس.

 

2. حزب الله كان يُقاتل إسرائيل من سنة 1982، من مثلث خلدة، وقد نشأ كمقاومة فكريّة عقديّة إيمانية إسلامية على جذع الشجرة التي زرعها الإمام موسى الصدر، لقد كان يتواجه مع صهاينة الخارج، أما اليوم فهو يُقاتل إسرائيل الداخل، والجانب، وإسرائيل السياسة وإسرائيل البرلمان كما يتواجه مع صهاينة الداخل.

 

3. لقد ظن الناس أن شهداء الحزب ليسوا لبنانيين، بلى، هم لبنانيون وأبناء لبنانيين أبًا عن جدّ عن أبٍ عن أبي جدٍّ وجدّ أب. ومن لا يُحسن قراءة التاريخ فليتذكر أن حزب الله هو مالك أرضه، وهو قد دفع ثمن ترابه دمًا.

 

يا حزب القوات اللبنانية البائس، من دفع ثمن التراب دمًا ودمعًا وذهبًا لن يتخلى عن أرضه، وهو لا يتخلى عن ماله ولا أهله ولا ناسه ولا شجره ولا ثمره.

كذلك لن يتخلى الثمر عن حاصده ولا الشجر عن زارعه، كما لن نتخلى نحن الناس عن عزّنا وفخرنا ومجدنا، لن نتخلى عن حزب الله.

 

قد يحزننا سمير جعجع الذي لا يزال يعيش في قوقعة وهمية رسمتها له قواعد صهيونية في الحرب الأهلية اللبنانية، وللأسف ما يبرح يقاتل مع ذاته للخروج من أسر تلك الشرنقة الدموية التي تضيق عليه مع الأيام. وهو لا يزال يُصدق نفسه أنه على شيء .. وما هو على شيء بل إنه من القوم الخاسرين.

 

لا عليك، لن نرد عليك ردًا مباشرًا، بل سنكتفي بالقول:

إن حزب الله لم يعد الحزب الذي تعودت عليه، فهذه الحرب يا سمير جعلتنا كلنا حزب الله، والمقاومة يا سمير ليست في قيادة أو مسؤولية، بل المقاومة فكرٌ حرّ سامٍ رفيع عليّ أبيّ قويم.

 

..للأسف .. هذا ما تجهله .. فلا يمكننا شرح معنى الرقي والحرية لمن ظل أسير وهمه كل عمُره يا سمير، لمن كان عاهرًا داعرًا سفاكًا للدماء قتل رفاقه وزملاءه وأهله وشتت بين ناسه وأهله وشرب من كأس الصهيونية حتى الثمالة يا جعجع.

 

يا سمير .. إننا لا نهدي العميَ عن ضلالتهم ولا نُسمع الصمّ الدعاء، وخاصة في حالتك .. إذا ما ولّوا مدبرين.

 

واعلم .. أن الله تقدست أسماؤه يحمي حزبه. ونحن كلنا حزب الله.

 

وبتسلم عليك مولاتنا وسيدتنا القديسة الصديقة “سيدة النجاة” .. التي روت دماء حزب الله ترابها في سوريا وفي شمال لبنان، وما الأمس ببعيد.

 

 

شاهد أيضاً

النظام صار ورانا.. هذا ما كشفه يعقوب عن الحرب والمقاومة

أكد المحلل السياسي محمد يعقوب خلال مقابلة خاصة على أن سقوط نظام الأسد لن يرتد …