أخوة رغم أنوف الحاقدين الزميل حيدر كرنيب _ الواقع برس

لقد لفتني منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على أرضنا اللبنانية، الكثير من الأشخاص الذين من المفترض أن يكونوا من جماهير المقاومة ومن مؤيديها ومن المستميتين في سبيل قضاياها كما تصدح أصواتهم في المسيرات العاشورائية.

أيها الناس، يؤسفني أن أقول لكم بأنكم مصداق لقول أبي عبدالله الحسين عليه السلام حينما قال:” الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يديرونه كما دارت مصالحهم، أفإن محصوا بالبلاء قل الديانون”. نعم أنتم أيها الناس، لم تنفكوا عن بث كلام الفتنة في مجتمع المقاومة منذ وقف إطلاق النار، الفتنة التي أخمدها الرئيس نبيه بري والشهيد السيد عباس الموسوي، عام ١٩٩٠. لأنهما كان يعلمان أننا أبناء نهج واحد وخط واحد وقضية واحدة، أفلا تعقلون.

ما الفائدة من الكلام الجارح في حق المقاومة، ومن سيل الشتائم في حق قادتها، إياكم والتستر خلف عبارة”نحن أنصار الرئيس بري فقط لا غير”، فهذا كلام مرفوض من جانب الرئيس نبيه بري شخصيا، الذي أكد على مرارا على الوحدة والتكاتف بين حزب الله وحركة أمل، فأي هدف تخدمون بهذا التقليل المتواصل من شأن المقاومة والشتائم الدائمة للمقاومة ومجتمعها، تماما كلسان حال الإسرائيليين العرب في لبنان، وأنتم تعلمون ماذا أقصد. الأستاذ نبيه بري الذي شدد بنفسه على استحالة وقوع فتنة بين الشقيقين خلال كلمة ألقاها في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر. الرئيس بري نفسه الذي كان جنوده الأبطال متواجدين في الميدان خلال معركتي طوفان الاقصى وأولي البأس، وكانوا سيفا وعضدا لإخوانهم في حزب الله، فمن شأن من تقللون؟؟؟

بالله عليكم، ماذا تقولون في أشخاص استشهد أبناؤهم ودمرت بيوتهم، ليخرجوا ويقولوا: “أرضيت يا رب، خذ حتى ترضى.” لا يتم الإقتداء بهذه العبارة وقائلها، من خلال الجلوس على الأريكة في البيت، وقراءة كتب مقتل الحسين عليه السلام،وتدخين النرجيلة.فعن أي حسين تقرأون.

شتائم متواصلة بحق المقاومة والمحور والمجاهدين…ينتصرون في نقاشاتهم السامة لإسرائيل على الدوام، متجاهلين عظمة الإنجاز الذي خطه المقاومون في الجنوب، بعد أن تعرضوا لخرق تكنولوجي فادح، وبعد استشهاد عدد ضخم من قادتهم، وبعد امتلاء السماء بالطائرات، ليقفوا كالليوث في مواجهة كل تلك النقاط التي يتفوق فيها العدو، وليمنعوهم من احتلال شبر واحد من أرض الجنوب، ولينزلوا بهم مقتلة عظيمة، أسفرت عن خسارة أكبر عدد من الآليات في تاريخ الحروب الإسرائيلية.

أنتم لا تعلمون بفضل من نجيتم، وبحقبة من عشتم، أنت تعيشون في حقبة أولئك الرجال، الذين مرغوا أنف إسرائيل بالوحل، رغم الإنقسامات الداخلية في بلادهم، ورغم الأبواق الشيطانية التي تمثلونها أنتم، قاموا بما عجز العرب كلهم عن القيام به، رغم الوحدة والتكاتف الداخلي، ولكم بحرب النكسة خير مثل، وبسيناء والجولان وغزة والضفة خير مثل، وبحرب عام ١٩٥٦ خير مثل.

لقد عودكم هؤلاء المجاهدون على المجد دائما، ولم يدعوكم تقاسون ما قاسى منه العرب من احتلال ومذلة في تاريخهم مع إسرائيل،فما أغباكم وأنذلكم، والويل لكم من ناكرين للجميل.

لقد دخلنا في حرب طوفان الاقصى سعيا لاسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي أبيد منه عشرات الآلاف في هذه الحرب، ومع ذلك تطلبون الوقوف على الحياد؟؟؟؟ وتدعون أنكم أبناء علي بن أبي طالب؟؟؟؟تصدقون الإعلام الإسرائيلي عندما يدعي أنه قضى على ٨٠٪ من قوة حزب الله الصاروخية،وتكذبونه عندما يقول بأنه كان يجهز لهجوم استباقي على لبنان؟؟؟أي ازدواجية للمعايير هذه؟؟؟

تلومون سليمان بن صرد الخزاعي، لأنه اختار الحياد في معركة مسلم بن عقيل مع عبيد الله بن زياد، تحت ذريعة عدم الائتمار سوى بأوامر الحسين،و تلومون المقاومة على اسنادها لغزة. لا أشك بأنكم لو كنتم تسيرون في قافلة الحسين، لانهلتم عليه وعلى أبيه شتما ولعنا، عند سماعكم لنبأ استشهاد مسلم بن عقيل، واحتشاد جيش الكوفة في كربلاء. فلماذا نستغرب هكذا قاذورات تسكبونها من أفواهكم الآن، ولماذا تستنكرون اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية أوسلو واتفاقيات السلام مع إسرائيل.

قوموا واستفيقوا، وتطلعوا إلى الدماء الحمراء النقية في غزة والجنوب، كما قال الرئيس بري في ثمانينيات القرن الماضي عقب استشهاد محمد سعد وخليل جرادي. أقول لك يا سيدي الرئيس، إن العرب الذين كنت مستاءا من مواقفهم حيال فلسطين والجنوب، قد التحق بهم أناس يدعون أنهم معك، وأنا على يقين أنك منهم بريء، كيف لا وأنت من كنت تقول:”الجنوب هذا، مئة وثلاثين مليون عربي تخلوا عنه، فتطلعوا إلى الدماء الحمراء النقية في الجنوب،التي تعيد لكم الشرف العربي !!” وأخبرهم يا سيدي أن الإعلاء من شأن حركة أمل، لا يكون من خلال التقليل من شأن حزب الله، وشتمه كلما سنحت الفرصة لهم، وأنا على يقين أن حركة أمل، التي أسسها الإمام موسى الصدر، وعاشت أمجادها مع الرئيس بري، هي من هؤلاء الحفنة الغبية، بريئةٌ.

لذلك أتوجه إلى المسؤولين والمعنيين في حركة أمل، وروابط المناطق، ومعدي الكوادر، برسالة أخوية، من رفيقهم وأخيهم المؤيد والعاشق للمقاومة، بطلب أرجو أن لا يرد، أتمنى من حضراتكم، العمل على هذا الملف، من خلال المواعظ والاجتماعات التي ترتبونها في ما بينكم، لقطع رأس أي فتنة يسعى هؤلاء لإشعالها، بين الشقيقين، بين الأخوة، بين أخوة الجهاد والمقاومة والسلاح والقضية، ومن يعرفني يعرف أن نصف عائلتي من أنصار حزب الله والنصف الآخر من أنصار حركة أمل، النصفين يجمعهم حب المقاومة ودرب المقاومة ونهج المقاومة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

بيئة المقاومة هي حزب الله بذاته يا سمير/ دكتور عباس

لقد خاب ظن حزب القوات اللبنانية مرة أخرى، فقد زعم أن حزب الله مصدر تهديد …