الوقت- في الجلسة الأخيرة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تحدث السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن الأزمة السورية وما يتوجب على أمريكا لحلها.
وتطرّق فورد في كلامه إلى الأهداف التي وضعها وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون مظهرا رأيه فيها، ليعرض بعدها عناوين لحل الأزمة في سوريا.
انتقاد لأهداف تيلرسون
– هدف تيلرسون الأول، القضاء على داعش والقاعدة في سوريا. وحول ذلك يرى فورد أن قتال داعش وصل إلى مرحلة متطوّرة والقوات التي بنتها الولايات المتحدة باتت قادرة على مواجهة داعش والحيلولة دون عودة التنظيم.
-أما الهدف الثاني فقد تمثّل بالحل السياسي للازمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة، كما يحصل في جنيف. يرى فورد أن مباحثات جنيف إلى زوال، فقد مرّ عليها 8 جولات ولم تصل إلى أي نتيجة. في وقت تعمل فيه روسيا على مباحثات أستانا، التي يتوقع فورد لها التوفيق، ويعتقد أنها ستخرج بقانون سوري جديد، يتبعه انتخابات يفوز بها حزب البعث مجددا. فيرى فورد أن الأزمة في سوريا لم تأت من أجل تعديل قانون أو إجراء انتخابات، بل جاءت لتغيير الأوضاع في بلد مخابراتي، وإن تعديل القانون أو اجراء انتخابات لا يغير طابع ذلك البلد. ويرى أيضا أن وجود الشخصيات الأمنية السابقة لا يغير في الحال شيئا والأزمة ستبقى مستمرّة، تحت أي قانون.
– والهدف الثالث، هو الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وليس لدى فورد أي شك بالتأثير الإيراني في سوريا، والتهديد الذي يشكّله لكيان الاحتلال، لكنه يرى أن وجود بضع قوات من الجيش الأمريكي شرق سوريا، لن يمكنها من الوقوف أمام إيران الموجودة غرب سوريا، حسب رأيه. ويرى أن إيران لا تحتاج جسرا أرضيا للوصول إلى لبنان، فهي تستفيد لسنوات من مطار دمشق، ولا يرى فورد أن أمريكا تعمل على تعطيل ذلك.
-أما الهدف الرابع فهو العودة الآمنة للّاجئين، التي يرى انها مستحيلة دون وجود سياسة إعادة إعمار، فبدون منشآت وإمكانات لا يمكن لهم العودة، والولايات المتحدة لا تعمل على فكرة كهذه.
-الهدف الخامس الذي أعلنته الخارجية الأمريكية كان الحد من استخدام أسلحة الإبادة الجماعية على حد زعمها. “هدف كهذا لا يمكن تحقيقه، في ظل عدم تجاوب الدولة السورية، والفيتو الروسي المرافق لها”، الكلام لروبرت فورد.
اقتراحات للخروج من المستنقع السوري
-على الكونغرس أن يعطي الأمر للمعنيين، بالعمل على استقلالية القوات المحلية في سوريا، أي تقديم الدعم الكافي لها، لتصبح قادرة على إنجاز مهامها وحدها.
-على الكونغرس أيضا أن يفرض على الحكومة تحديد جدول زمني لخروج القوات الأمريكية من سوريا، في وقت يكون فيه الحل السياسي قد تحقق. حيث يرى فورد أن حلفاء أمريكا في سوريا ليس لهم بديل عن الحوار مع الرئيس الأسد، الذي يبدو أن حكمه لن ينتهي عما قريب.
-إذا لم يكن بمقدور الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، فعليها أن تعلم إذا ما كانت تستطيع البقاء إلى الأبد أم لا. هل باستطاعتها تحمل أعباء هذا البقاء أم ستبقى دون أي خطة مستقبلية؟ يتساءل فورد.
– “نحن لا نستطيع إخراج إيران من سوريا، لكن بإمكاننا التنسيق مع الأردن وإسرائيل، لتخفيض الخطر على حدودهما. علينا أن نعلم أن قواتنا الموجودة شرق سوريا اليوم لا تفي بالغرض، وعلى الكونغرس والإدارة الامريكية التنسيق مع تلك الأطراف، للتفكير بآلية معيّنة”.
-على الولايات المتحدة مساعدة النازحين عبر تحقيق الأمن في مناطقهم، وتأمين الأرضية لعودتهم من لبنان وتركيا والأردن، “علينا أن نساعدهم كي لا ينضمّوا إلى الجماعات الإرهابية.”
– يرى فورد أن المساعدات التي تقدم من قبل الأمم المتحدة تصل إلى المواطنين الموجودين في مناطق سيطرة الدولة السورية، لذلك يرى أن على أمريكا أن تعمل بطريقة توصل فيها المساعدات التي تتكلّف عليها للأطراف المعارضة، بحيث يتناسب ذلك مع الأهداف التي وضعتها خارجيّتها.
ومن الجدير ذكره أن فورد وفي مقابلة له مع قناة الميادين رأى أن الحرب في سوريا وصلت إلى مرحلة جديدة. حيث باتت الحكومة السورية تحت إشراف الرئيس الأسد في أقوى موقف لها منذ 2012 على المستوى العسكري، فيما المعارضة السياسية والعسكرية في أضعف موقف. وأشار إلى أخطاء المعارضة السورية حيث قبلت بشخصيات متطرفة وتابعة لجبهة النصرة بين صفوفها كما لم تقدم مشروعاً سياسياً واضحاً.
الوقت الإخبارية