أحيا حزب الله مراسم يوم العاشر من المحرم في مدينة بيروت، بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من مجمع سيد الشهداء (ع)، بعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني لفضيلة الشيخ علي سليم.
وتقدمت المسيرة الفرقة الموسيقية المركزية التابعة لجمعية كشافة الإمام المهدي (عج) وفرق كشفية وحملة الرايات والصور والمجسمات، ومواكب اللطم التي شارك فيها الآلاف من الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة، فيما ضاقت الشوارع بالحشود من المشاركين الذين تقاطروا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت للمشاركة في تجديد العهد والولاء لسيد الشهداء (ع) في يوم العاشر من المحرم، مرتدين اللباس الأسود، ورافعين الأعلام الحسينية ورايات حزب الله وصور الشهداء القادة لا سيما الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله (رض) والشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين (رض).
وشقت المسيرة طريقها عبر اوتستراد السيد هادي نصر الله للأخوة وعبر طريق الرويس-الرادوف- المعمورة للأخوات، لتختتم عند ساحة الإمام الحسين (ع)-الكفاءات، بمشاركة عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والنيابية والوزارية، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وعلماء دين وعوائل شهداء وجرحى، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وأدبية وتربوية وبلدية واختيارية.
وفي ختام المسيرة كانت كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال فيها إننا خرجنا من اجتماعاتنا في هذه المجالس واجتمعنا في هذه المسيرة العاشورائية لنجدد العهد بأننا ماضون على هذا الخط، مؤكداً أن الدفاع سيستمر لأننا نؤمن بأن التحرير واجب ولو طال الزمن وكثرت التضحيات، فالعدو “الإسرائيلي” ما زال يعتدي ويحتل النقاط الخمسة، ولا يمكن أن نسلّم لهذا العدوان، وبالتالي، سنحمي ما ضحّى الجمع لأجله، وهذه المقاومة مقاومة الإمام السيد موسى الصدر ومقاومة السيد حسن نصرالله، سيد شهداء الأمة، مستمرة، وإنا على العهد وإنا مستمرون.
وشدد الشيخ قاسم على أن جذوة المقاومة ستبقى مشتعلة ولن تُحرَم مها الأجيال القادمة، ونحن مصرون على أن نتابع المقاومة ونحفظ الأمانة، ولن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان والمنطقة، ولن نقبل بالتطبيع المذل، فخيارنا خيار حسيني، وهذا الشعب الهادر لا يقبل الذل والاستسلام، مشيراً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار تجاوزه العدوان بآلاف الخروقات، وأما التهديد باتفاق جديد، لا يجعلنا نقبل بالاستسلام، بل يجب أن يُقال للعدوان توقف.
ورأى الشيخ قاسم أن المقاومة حلّ من الحلول، فيما بقاء “إسرائيل” أزمة حقيقية يجب أن نواجهها، ويجب على “إسرائيل”، كمرحلة أولى، أن تطبّق الاتفاق وتنسحب من الأراضي المحتلة، وتوقف عدوانها ويبدأ الإعمار، مؤكداً أن معادلة أميركا القائلة القتل أو الاستسلام لا تعنينا، فنحن متمسكون بحقوقنا، ونحن رجال الميدان، وبين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة.
وأعلن الشيخ قاسم باسم حزب الله أننا مستعدون للخيارين، للسلم وبناء البلد وبذل أقصى التعاون من أجل النهضة والاستقرار، كما أننا مستعدون للمواجهة والدفاع، ونحن قوم لا نهزم، ولن نتخلى عن كرامتنا وحقوقنا، فعندما تتحقق المرحلة الأولى ويوقف العدو طيرانه ويعيد الأسرى ويتراجع، نحن حاضرون للمرحلة الثانية.
ووجّه الشيخ قاسم التحية إلى أهل غزة وفلسطين على التضحيات والعطاءات، وستبقى فلسطين لأهلها وحقاً لشعبها، ونحن نؤمن بتحريرها، وسنبقى إلى جانبها، والتحية أيضاً إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، راية الحق، وإلى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) الذي ظللنا بعطفه ودعمه وتوجيهه، وإلى الشعب الإيراني الذي تماسك ومنع “إسرائيل” من تحقيق أهدافها، والتحية إلى اليمن شعلة الجهاد والنخوة، الذي قدم نموذجاً فريداً في دعم غزة وفلسطين، والتحية إلى العراق وإلى كلّ المحور ومن معه من البلدان والشعوب.