سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة. “أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
معركة أولي البأس – الثلاثاء 8/10/2024
الثُّلاثاءُ، الثامنُ من تشرينَ الأوَّلِ 2024، الذِّكرى السنويَّةُ الأولى لانطلاقةِ جبهةِ الإسنادِ من لبنانَ دعمًا للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ في قطاعِ غزَّة، وإسنادًا لمقاومتِه الباسلةِ والشريفةِ.
في هذا السِّياقِ، وزَّعت المقاومةُ الإسلاميَّةُ إصدارًا مرئيًّا يتضمَّن ملخَّصًا لأبرزِ عمليَّاتِها خلالَ ثلاثِمئةٍ وستَّةٍ وستِّينَ يومًا من الحربِ، ويستعرضُ خسائرَ العدوِّ الإسرائيليِّ الماديَّةَ والبشريَّةَ، وتأثيرَ المعركةِ على الجبهةِ الداخليَّةِ الإسرائيليَّةِ.
أمَّا في إطارِ الرَّدِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، فقد نفَّذت المقاومةُ الإسلاميَّةُ، يومَ الثُّلاثاءِ الواقعِ فيه الثامنَ من تشرينَ الأوَّلِ 2024، ستَّ عشْرَةَ عمليَّةً عسكريَّةً، استهدفت في معظمِها مستوطَناتٍ، ومواقعَ، وثكناتٍ، وتجمُّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيَّة ـ الفلسطينيَّة، باستخدامِ الصواريخِ والقذائفِ المدفعيَّةِ.
وعلى صعيدِ العمليَّاتِ البرِّيَّةِ، استهدفَ مجاهدو المقاومةِ تجمُّعًا لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ في محيطِ بلدةِ مارونَ الرّاسِ بصَليَّةٍ صاروخيَّةٍ. ولدى تقدُّمِ قوَّةٍ للعدوِّ باتجاهِ منطقةِ اللُّبونةِ الحدوديَّةِ مدعومةً بجرافاتٍ وآليَّاتٍ، استهدفَها المجاهدونَ بقذائفِ المدفعيَّةِ والأسلحةِ الصاروخيَّةِ وحقَّقوا إصاباتٍ مباشرةً.
ومن جانبٍ آخرَ، قصفت القوّةُ الصاروخيَّةُ في المقاومةِ مستوطَناتٍ ومدنًا في شمالِ فلسطينَ المحتلَّةِ، من مدينةِ حيفا ومحيطِها غربًا، حتّى إصبعِ الجليلِ، فيما شنَّت القوّةُ الجويَّةُ هجومًا بمسيَّراتٍ على تجمُّعٍ لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ في مستوطنةِ “يَعْرا” بالجليلِ الغربيِّ.
وفي كلمةٍ له هي الثانيةُ خلالَ الحربِ، أكَّد نائبُ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةُ الشَّيخ نعيم قاسم أنَّ هذه الحربَ هي “حربُ مَن يصرخُ أوَّلًا، ونحنُ لن نصرخَ وسنستمرُّ”، مشيرًا إلى أنَّ حزبَ الله قد تخطَّى الضَّرباتِ الموجِعةَ التي أصابتْه، ويعملُ بكاملِ جهوزيَّتِه وانتظامِه.
وفي بيانٍ صادرٍ عنها، أكَّدت غرفةُ عمليَّاتِ المقاومةِ الإسلاميَّةِ جاهزيَّةَ القوّةِ الصاروخيَّةِ لضربِ أيِّ هدفٍ تقرِّرُه القيادةُ، مُحذِّرةً من أنَّ تماديَ العدوِّ في استهدافِ اللُّبنانيِّين سيجعلُ من حيفا مثلَ “كِريَات شِمونه”. وأشارت غرفةُ العمليَّاتِ إلى أنَّ ما يشهده هذا العدوُّ من المجاهدين ليس سوى بعضٍ من بأسٍ شديدٍ ينتظرُه حيثُما تدوسُ أقدامُه في جنوبِ لبنانَ.
في المقابلِ، اعترفَ العدوُّ الإسرائيليُّ بإصابةِ ثلاثينَ جنديًّا خلالَ مواجهاتٍ مع حزبِ الله جنوبيَّ لبنانَ، بينها إصاباتٌ خطيرةٌ.
وأفادت القناةُ (14) العبريَّةُ أنَّه خلالَ كلمةِ الشَّيخ نعيم قاسم، أطلق حزبُ الله، في ظرفِ دقائقَ قليلةٍ، نحوَ مئةِ صاروخٍ على مدينةِ حيفا المحتلَّةِ ومحيطِها، حيثُ أُصيبَ خمسَةَ عشَرَ مستوطِنًا وعددٌ من المباني، فضلًا عن وقوعِ أضرارٍ في شبكةِ الكهرباءِ في ثلاثةِ مواقعَ في “كِريَات يام” و”كِريَات موتسيكين”.
وسُجِّل خلالَ هذا اليومِ إطلاقُ صفّاراتِ الإنذارِ خمسًا وعشرينَ مرَّةً في مختلفِ مناطقِ شمالِ فلسطينَ المحتلَّةِ، من مدينةِ حيفا المحتلَّةِ ومحيطِها غربًا، إلى محيطِ طبريَّا شرقًا، ومعظمِ مستوطناتِ إصبعِ الجليلِ.