*لكي تبقى الصورة شاهدةً على العهد، والكلمة سلاحاً في خدمة الوعي والمقاومة.*
في مشهدٍ مهيبٍ غمرته رايات الولاء وصدى الأناشيد، تحوّلت المدينة الرياضية إلى ساحة تزدان بالحماس والإيمان والانتماء، حيث أقيمت فعالية أشبال السيد التي نظّمها كشّاف الإمام المهدي (عج) بمشاركة واسعة من المجموعات الكشفية والكوادر التربوية، وبحضور جماهيري كبير تقدّمه عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية.
منذ اللحظات الأولى، خطف المشهد أنظار الحاضرين: مئات الأشبال مصطفّين بانضباطٍ عسكريّ دقيق، وأعلام المقاومة ترفرف فوق الرؤوس، بينما تتعالى أصوات الهتافات والأناشيد التي تعبّر عن روح الانتماء والوفاء. العرض الافتتاحيّ كان لوحة فنية جامعة، مزجت بين المشهد الحركي والكلمة والرمز، ليُعلن الأشبال أنهم جيل السيد… أبناء النهج والعهد.
شهدت الفعالية سلسلة من العروض الكشفية الميدانية التي أظهرت مهارات التنظيم، والدقة في التحرك، والقدرة على الأداء الجماعي بروح الفريق الواحد. كما تخلّلت الفقرات عروض فنية رمزية جسّدت معاني الصبر والجهاد والتضحية، إضافة إلى مشاهد تمثيلية مستوحاة من واقعة كربلاء ومن مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان.
وخلال المناسبة، ألقى سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة مؤثرة حيّا فيها الأشبال والكشافة على اندفاعهم وروحهم الإيمانية، وقال:
هذا الجيل هو رهاننا على المستقبل، وهو الامتداد الطبيعي لنهج الإمام الحسين والمجاهدين الأوائل. هؤلاء الأشبال هم الحصن الذي يحفظ المقاومة من الانحراف، والعقل الذي يصنع الوعي والبصيرة في زمن الفتن.
وأضاف سماحته:
حين نرى هذا الحشد من الصغار الكبار، ندرك أن المقاومة ليست سلاحاً فقط، بل تربية وفكر وثقافة وعقيدة متجذّرة في القلوب، تُغرس منذ الطفولة لتثمر رجالاً أوفياء يحملون الراية جيلاً بعد جيل”.
تواصلت الفعاليات وسط تفاعل جماهيري لافت، فارتفعت الهتافات تردّد: “هيهات منّا الذلّة” و”على العهد باقون”, في مشهدٍ اختلطت فيه الدموع بالفخر.
وفي ختام الاحتفال، وقف الأشبال صفاً واحداً يؤدّون قسم الولاء والعهد للسيدين القائدين، مجدّدين البيعة على درب المقاومة والثبات. تعالت الأصوات بصدقٍ وإيمان:
نعاهدكم أن نبقى الأوفياء… أن نحفظ دماء الشهداء… أن نكون جنود الحق في كل زمان ومكان.
ارتفعت الأكفّ إلى السماء، وتعانقت القلوب على وعدٍ واحد: أن تبقى المقاومة عنوان الوجود، وأن تبقى البصيرة طريق العزّ والانتصار.
تميّزت الفعالية بدقّة التنظيم الذي أشرفت عليه كوادر كشّاف الإمام المهدي (عج)، حيث تولّت اللجان الكشفية مهام الإشراف الميداني، وتنظيم صفوف المشاركين، وضبط حركة الدخول والخروج. كما شاركت الفرق اللوجستية في تجهيز المنصّة والميدان، في حين تولّت اللجان الإعلامية التوثيق والبثّ المباشر، بإشراف إداريّ وتربويّ يعكس الاحتراف والالتزام العالي.
ساهمت الفرق التربوية في مواكبة الأشبال وتوجيههم، لتعزيز القيم الإيمانية والوطنية التي يحملها النشاط، فبدت كل لحظة من البرنامج امتداداً لمشروعٍ تربويّ متكامل يهدف إلى صناعة جيلٍ مؤمنٍ وواعٍ ومخلصٍ لقضيته.
*📸 بعدسة “الزميلة فاطمة حمود الواقع برس” – من قلب المدينة الرياضية، نُوثّق لحظاتٍ تبقى شاهدة على جيلٍ يكتب مستقبله بالعهد، ويهتف للحقّ بإيمانٍ لا ينكسر.*