سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة. “أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
معركة أولي البأس – الخميس 17/10/2024
في إطارِ الرَّدِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، نفَّذت المقاومةُ الإسلاميّةُ، يومَ الخميس الواقعِ فيه السابعَ عشرَ من تشرينَ الأوّل 2024، سبعَ عشْرةَ عمليّةً عسكريّةً، استهدفت في معظمِها مستوطناتٍ، مواقعَ، ثكناتٍ، وتجمّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيّة – الفلسطينيّة، بالصواريخِ والقذائفِ المدفعيّة.
وعلى صعيدِ المواجهاتِ البرّيّة، كانت فخرُ الصناعاتِ العسكريّةِ الإسرائيليّةِ على موعدٍ مع الرماةِ الماهرين، حيث حاولت قوّةٌ مؤلَّلةٌ من قوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ التقدّمَ في مرتفعِ اللبونة، فتصدّى لها مجاهدو المقاومةِ بالصواريخِ الموجَّهةِ ودمّروا أربعَ دباباتٍ من نوع “ميركافا”، ما أدّى إلى احتراقِها ووقوعِ أطقمِها بين قتيلٍ وجريح. وعند تحرّكِ دبّابتَيْ “ميركافا” في محيطِ موقعِ جلّ الدير مقابلَ بلدةِ مارونَ الرّاس، استهدفَها المجاهدون بالصواريخِ الموجَّهةِ، وأوقعوا طاقمَها بين قتيلٍ وجريح. كما قصفَ المجاهدون تجمّعاتٍ لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ في وادي قطمون، ومحيطِ بلدتي كفركلا والعديسة، بصَليّةٍ صاروخيّةٍ وقذائفِ المدفعيّة.
وأصدرت غرفةُ عملياتِ المقاومةِ الإسلاميّةِ بيانًا أشارت من خلالِه إلى أنّه، وبناءً على توجيهاتِ قيادةِ المقاومةِ، جرى الانتقالُ إلى مرحلةٍ جديدةٍ وتصاعُديّةٍ في المواجهةِ مع العدوِّ الإسرائيليِّ، ستُترجِمُها مجرياتُ وأحداثُ الأيّامِ القادمة.
في المقابلِ، أفادت وسائلُ إعلامٍ إسرائيليّةٌ عن إصابةِ أربعةٍ وعشرينَ جنديًّا وضابطًا في صفوفِ جيشِ العدوِّ الإسرائيليِّ جرّاء المعاركِ مع حزبِ الله عندَ الحدودِ الشماليّة.
وتحت بندِ “سُمحَ بالنّشر”، اعترفَ المتحدّثُ باسمِ جيشِ العدوِّ الإسرائيليِّ بمقتلِ ضابطَيْنِ وثلاثةِ جنودٍ من نخبةِ “غولاني” خلالَ المواجهاتِ مع حزبِ الله يومَ الأربعاء 16-10-2024، بالإضافةِ إلى إصابةِ ثمانيةِ جنودٍ بجروحٍ خطيرة.
وكشفت صحيفةُ “يديعوت أحرونوت” أنّ جنودًا من لواءِ “غولاني” دخلوا مبنًى في جنوبِ لبنان جرى تعريفُه على أنّه “آمن”، وبدعمٍ ناريٍّ جوّيٍّ، لكنّ مقاتلي حزبِ الله باغتوهم من مسافةٍ قريبةٍ جدًّا، وأطلقوا النارَ عليهم.
سُجِّلَ في هذا اليومِ إطلاقُ صفّاراتِ الإنذارِ ثلاثًا وعشرينَ مرّةً في مختلفِ مناطقِ فلسطينَ المحتلّةِ، تركزت في مستوطناتِ الجليلِ الأعلى ومستوطناتِ إصبعِ الجليل.