أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أن “استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية يؤكد إصرار هذا العدو على استكمال حربه على لبنان، ضاربًا بعرض الحائط كل ما يمتّ بصلة إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.
وفي كلمة له خلال احتفال أقامه حزب الله في أجواء الذكرى السنوية الأولى لارتقاء شهداء بلدة حداثا الجنوبية، لفت جشي إلى أن “توسيع هذه الاعتداءات لتشمل الجرافات والآليات المدنية ومجابل الباطون وخزّانًا لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي يتّسع لخمسمائة ألف ليتر من المازوت، بالإضافة إلى استهداف بعض المدنيين على الطرقات، إنما يؤكد كذب ادعاء العدو بأنه يستهدف البنى التحتية العسكرية”.
كما أوضح أن “العدو الصهيوني يريد من خلال هذه الاعتداءات والمشهد الذي يحاول تكريسه يوميًا أن يُخضع شعبنا ويكسر إرادتنا، ويسعى من خلال ذلك لجرّ لبنان إلى مفاوضاتٍ وتطبيع، ليكون تابعًا أمنيًا وسياسيًا لمشروع الكيان الصهيوني في المرحلة الأولى، ثم للإطباق التام على لبنان والمنطقة تحت شعار ما يسمى “بناء إسرائيل” ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” في المرحلة الثانية”.
وفي السياق، أشار النائب جشي إلى أن “المندوب الأمريكي توم باراك عبّر عن ذلك بوضوح في مقابلته الأخيرة حين قال إن الحديث عن السلام هو وهم، وإن الهدف الحقيقي هو الإخضاع، وأوضح أن هناك فريقًا يريد الهيمنة، وعلى الفريق الآخر أن يقتنع بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا”.
وطالب جشي اللبنانيين، بأنه “يجب أن تشكّل هذه الاعتداءات فرصة لتوحيد الموقف، من أجل أن تكون الأولوية لوقف العدوان”، مضيفاً أن “بناء الدولة الذي يتحدث عنه البعض انطلاقًا من سحب السلاح، نردّ عليه بالقول: ابنوا الدولة أولًا! اطردوا المحتل من الأرض، ثم طالبوا بسحب السلاح”.
هذا ودعا النائب جشي إلى “الاجتماع على موقفٍ واحدٍ لمواجهة هذا العدو ووقف عدوانه لحفظ السيادة، لأن السيادة كلٌّ لا يتجزأ، فلو بقي شبرٌ واحدٌ محتلٌّ من أرضنا، تبقى سيادتنا منقوصة، وهذه مسؤولية الدولة، ومسؤولية كل من يطالب بدولةٍ قوية، متابعاً “فلتتخذ الدولة اللبنانية قرارًا بتسليح جيشها الوطني، حتى يكون لدينا جيشٌ قويٌّ قادرٌ على ردع العدوان ومنع أي اعتداء على أي شبرٍ من لبنان، عندها نقول إن هذه هي الدولة القوية التي نطالب بها، كما كان يطالب شهيدنا الأسمى باستمرار بأننا نريد بناء الدولة القوية والعادلة التي تواجه العدو وتردع العدوان”.
إلى ذلك، توجه جشي إلى أركان السلطة، قائلاً إن “البكاء الدبلوماسي على أعتاب الإدارة الأمريكية المخادعة، وعلى أعتاب الفرنسيين الذين أصبحوا شهود زور، لم يُجدِ نفعًا منذ أكثر من عشرة أشهر من بعد وقف إطلاق النار، ولم يحرر أرضًا أو يردع عدوانًا، لذلك فإن المطلوب اليوم أن تذهب الدولة وأركانها نحو خياراتٍ أخرى مؤثرة من أجل أن تردع هذا العدو”.
وتساءل جشي “من الذي سلّم سلاحه على مستوى التاريخ لعدوه، وكشف نفسه، وبقي بأمان؟”، مشيراً إلى أن “هذا العدو هو عدو لكل اللبنانيين ولكل لبنان، وأوضح دليل على ذلك أن نتنياهو عندما عرض خارطة ما يسمى “إسرائيل الكبرى” كانت تشمل كل لبنان، فهذا العدو لا حدود لأطماعه ولا لشرّه”.