أخبار عاجلة

العشق الأخير للحاج محمد عفيف

*العشق الأخير للحاج محمد عفيف*

 

صديق الامين الحاج محمد عفيف، ذاك الذي قال من أعماقه: سيدي، وروحي التي بين جنبي.

 

كان إذا ذُكر السيد حسن، انحنت روحه نحوه بلا تردد، كأن بينهما خيطا خفيا من الولاء لا ينقطع. وحين رحل السيد ، لم يرحل وحده حمل معه فكر الحاج محمد، وأنفاسه، ونبض ليله ونهاره. بقي الحاج محمد بيننا جسدا يتماسك، وروحا معلّقة هناك حيث يقيم العشق واليقين.

 

كان يحدثنا عن أمانات تشبهه: صادقة، ثابتة، لا تعرف مهادنة. يوصينا بصفاء المؤمن الذي يعرف أنه يسلم راية قبل الرحيل وكلما اقترب موعد الفراق، ازدادت وصاياه عمقا، كأنه كان يودع العالم كلمة كلمة. وحين أنهى ما أراد أن يتركه في صدورنا، مضى… وكأنه عاد إلى مكانه الطبيعي بجوار السيد حسن

 

أي عشق هذا؟ أي روح تتبع روحا حتى آخر حد؟

 

يا حاج محمد، كنت لنا ضوءا لا يخبو، وملاذا حين تضطرب الطرق. واليوم، وقد صرت شهيدا، لم تغب… بل اتسعت، وصرت مدرسة تفتح أبوابها في قلوبنا كلما اشتدّ علينا الزمن.

 

برحيلك، تعلمنا أن بعض الرجال إذا غابوا صاروا أوضح، وإذا ارتقوا ازدادت الحياة بمعانيهم امتلاء.

شاهد أيضاً

كان أجمل ما فيه أنّه كان يصدق الكلمة قبل أن ينطق بها، يحياها في قلبه قبل أن يبثّها في هواء الناس؛ لذلك بلغ ما بلغ، ومضى شهيدًا للكلمة التي عاش لها وعليها