بدأت أعمال صيانة جسر سليم سلام وبدأت معها التساؤلات الخجولة لقضية وقحة. 17 مليون دولار وأكثر بقليل كلفة صيانة جسر ونفق سليم سلام، 8.4 مليون مخصصة لصيانة النفق والمتعهد هي شركة “جهاد للتجارة والتعهدات” وصاحبها جهاد العرب، فيما و8.8 مليون دولار كلفة تأهيل جسر حوض الولاية والمتعهد هو أنطوان مخلوف.
طول النفق يبلغ 800 متر وكلفة وإعادة تأهيله هي 8.4 مليون دولار، أي بحسبة بسيطة فإن كلفة إعادة تأهيل المتر الواحد داخل النفق تقارب الـ 10 آلاف دولار وما يزيد بقليل.
وفي تفاصيل هذا التأهيل، فإن العقد المبرم مع شركة جهاد العرب يشمل تغيير الإنارة داخل النفق بحيث تصبح LED LIGHTوصيانة مولدات الكهرباء وهو ما قامت الشركة بتلزيمه لشركة أسعد سقال إضافة الى تأهيل مراوح التهوئة وليس تغييرها بالإضافة الى تغيير بلاط جدران النفق.
بالمقابل فإن جسر حوض الولاية يبلغ طوله 720 متر وكلفة تأهيله 8.8 مليون دولار وبحسبة بسيطة تكون تكلفة تأهيل المتر الواحد 12 ألف دولار وما يزيد بقليل.
أرقام ليست المرة الأولى التي تحدث حولها جدالاً واسعاً إلا أنه على من تلقي مزاميرك يا داوود؟! بلدية بيروت صامتة ومعها المحافظ واستجلاب العروض لعملية التأهيل حصل بسرعة قياسية وعبر ثلاث صحف توزيع أفضلها لا يتجاوز الألف نسخة يومياً، فيما استدراج العروض لم يوضع على موقع الكتروني واحد، ولم تجرِ له عملية تسويق عبر خدمة الـ boostكما يحصل لأخبار بلدية بيروت ومحافظ المدينة عندما يزرعون شجرة او يوقعون قرار موظف..!
بخاصة ان نشر المناقصة بشكل واسع يسمح باستجلاب عدد كبير من الشركات وبالتالي منافسة واسعة تؤدي الى خفض كلفة التأهيل.
تعتبر منطقة الرملة البيضاء من أغلى المناطق عقارياً في بيروت وسعر المتر للتملك فيها لا يتجاوز اليوم 4 الاف دولار، فيما تأهيل المتر الواحد بمنطقة سليم سلام يتجاوز الـ 10 الاف دولار. إنها عجيبة من عجائب التلزيمات في بيروت، ووسط هذه التلزيمات عذراً بيروت لم تعد بيروت المحروسة.