عام ٢٠١٣ انتدبتني قناة المنار الى دمشق مع فريق عمل كبير للبقاء فيها مدة مفتوحة لتغطية وقائع الحرب العالمية المفترضة التي ستنشأ اذا ما نفذ الاميركيون تهديدهم بضرب سوريا …
بقينا أيام بعد أن جهزنا استديوهاتنا ووضعنا خطط العمل مع مكتب المنار في دمشق ثم استفقنا على اتفاق كيري_لافروف الذي أنهى الحرب قبل أن تبدأ بعدما حشد حلفاء سوريا وصولا الى ايران وحلفاء اميركا ومعهم تل ابيب.
أذكر يومها أن المسلحين الارهابيين كانوا ما زالوا يتحركون في بساتين الرازي قرب منطقة المزة وان اصوات الاشتباكات كانت ما زالت تأتي من كفرسوسا وأن ملاحقة الخلايا النائمة كانت تتركز في احياء تحت جبل قاسيون والقصر الجمهوري السوري كي يهجموا على قلب العاصمة مع سقوط أول صاروخ كروز من البوارج الأميركية ولكن رغم كل ذلك كنا نتفاجأ بالروح القتالية والمعنوية العالية عند أهالي دمشق والسوريين وكنا نتساءل ما سر هذا الرابط بين الناس وهذه المدينة حتى تبقى المقاهي والمطاعم والاسواق مكتظة بهم الى ما بعد منتصف الليل رغم توقع سقوط صواريخ التوماهوك على شوارعهم في أي لحظة ،، ذكرت كل ذلك لتتصوروا كيف يمكن أن تكون معنويات الدمشقيين والسوريين إزاء تهديدات ترامب الآن وقد أصبحت دمشق وريفها خالية من الارهابيين والجيش والحلفاء يسيطرون على معظم سوريا بعد سبع سنوات من القتال الاعجازي ؟؟ .