اكدت مصادر في بيت الوسط لصحيفة “الاخبار” أن الرئيس سعد الحريري عاش حالة من الصدمة غير مسبوقة منذ لحظة إعلان نتائج الانتخابات النيابية. وما زاد الطين بلة، بحسب الصحيفة، مسلسل الاتهامات داخل تيار المستقبل.
والأهم انفضاح أمر عدد من الكوادر ممن عمِلوا في الانتخابات لمصلحة خصوم الحريري، وتحديداً لرئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي في بيروت، والرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبعض خصوم التيار في البقاعين الغربي والأوسط.
وفي السياق قالت المصادر إن منسقية طرابلس ستشهد قريباً “نفضة عن بكرة أبيها”، بعدما تبيّن أن العاملين فيها وعلى رأسهم ناصر عدرة “لا يعملون شيئاً سوى الطبل والزمر”.
وكشفت المصادر أن الحريري تلقى تقارير أمنية تفيد بأن أشخاصاً في الماكينة الانتخابية عملوا لمصلحة ميقاتي، وجيّروا أصواتاً مستقبلية له في صناديق الاقتراع.
أما في عكار، فقد تبين أن من بين الذين “سيحالون الى التقاعد المبكر في التيار، أمين سرّ هيئة الإشراف والرقابة في منسقية المنطقة محمد مراد وشذا الأسعد الشابة العكارية التي عيّنها الحريري عضواً في المكتب السياسي للتيار، بالإضافة إلى منسق عام عكار خالد طه وسامر حدارة، على أن يحلّ خالد الزعبي مكان مراد، وزياد عدرا محلّ الأسعد، يضاف إليهما وسيم المرعبي ونجاح الرفاعي”.
أما في البقاع الغربي، فقد حمّلت المصادر المسؤولية الأساسية للوزير جمال الجراح. تقول إن نتائج هذه المنطقة شكّلت صدمة كبيرة للحريري.
فالجراح ادعى بأن عبد الرحيم مراد لن يستطيع حصد أكثر من 9 آلاف صوت تفضيلي “في أفضل الأحوال”، كما سوّق الجرّاح للمرشح محمد القرعاوي بحجة قدرته على تجيير ثلاثة آلاف صوت إضافي للائحة. وقد أتى تسويق الجراح للقرعاوي على حساب القادري، فيما حصد مراد أصواتاً تفضيلية قريبة لما حصّله القرعاوي والقادري معاً.
أما المفاجأة الكبرى، بحسب المصادر، فكانت “في حصد مراد حوالى ألف صوت سنّي من بلدة المرج، مسقط رأس الجراح. فيما ذهب حوالى 3 آلاف صوت لمصلحة مراد، من درب القادري، نتيجة النقمة على القرعاوي، ولا سيما بعد التسريبات التي تحدثت عن قربه من النظام السوري”.
أما في البقاع الأوسط، فقد حمّلت مصادر مستقبلية بارزة مسؤولية “الهريان” كما وصفته، للمنسق الأسبق للتيار أيوب قزعون، وهو من المقربين من الجراح. قزعون الذي عيّن عام 2007، وارتبط اسمه بالكثير من الملفات داخل التيار وخارجه، ربطت المصادر نفسها أفعاله برفض الحريري ترشيحه في المنطقة. وتابعت الصحيفة نقلا عن المصادر ان قزعون حاول إفشال بسام شكر الذي أتى مكانه في المنسقية على قاعدة أنه الأقدر على الفعل في المنطقة. وقد عمل قزعون لمصلحة المرشحة الأرمنية عن التيار ماري جان بلازيكجيان. أرسل تقارير دبّجها هو ومجموعته التي تضّم كلاً من: محمد البسط، محمد الهاشم وفادي كيال تفيد بأنه يجب التركيز على بلازيكجيان، وضرورة حصر الأصوات بها وبعاصم عراجي، واستثناء نزار دلول من التفضيلي. يضاف إلى ذلك “معلومات وصلت إلى بيت الوسط تتحدث عن أن الأموال التي أرسلت الى البقاع صودرت لمصلحة بلازيكجيان، وأن أموالاً أخذت من رئيس بلدية مجدل عنجر لم يردّها المعنيون إليه”. وجاهر ميشال ضاهر في زحلة بأنه اشترى كتلة أصوات من تيار المستقبل على حساب عراجي، فيما قال آخرون إنه جرت مصادرة هويات لمواطنين على أساس أنها ستصبّ لمصلحة المستقبل، فيما تبين لاحقاً أنها بيعت لنقولا فتوش.
أما في بيروت، وبعدما انقسمت الماكينة إلى ماكينات، فإن أول من يظهر إلى الواجهة هو منسق عام بيروت في تيار المستقبل وليد دمشقية. وهو المتهم أولاً بالعمل لمصلحة المرشح الخاسر ربيع حسونة على حساب الوزير نهاد المشنوق.
وتردد أن دمشقية تعمّد إقفال هاتفه الخلوي في معظم ساعات يوم الانتخاب، ولا سيما أنه تعهّد بتأمين موقف للناخبين الآتين من خارج بيروت للاقتراع، ولم يلتزم. وقد اتهمت مصادر في المنسقية مجموعة في الداخل بأنها كانت تدير المعركة الانتخابية لمصلحة فؤاد مخزومي! .
وتابعت الصحيفة ان الصرخة ارتفعت في الكورة ضد المنسق ربيع الأيوبي، الذي اتهمه المندوبون في القرى بعدم صرف كل الأموال التي خصّصها التيار لهذه المنطقة. أحد المندوبين تحدّث عن أن كل قرية كورانية محسوبة على المستقبل لم تحصل على أكثر من 30 ألفاً أو 40 ألف دولار، وإذا ما جمعت لا تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار، فيما الميزانية التي رصدت للمنطقة ككلّ تقارب الـ 600 ألف دولار. وكان الأيوبي قد ادعى بأنه دفع أكثر من 300 ألف دولار لبلدة ددّة الكورة وحدها، لكن المندوبين أكدوا عدم صحة ما يشيعه الأيوبي