تبدو بيروت “السياسية” وكأنها في “استراحة ما بين عاصفتيْن”… الانتخابات النيابية التي جرت في 6 أيار الماضي وما رافَقَها من حملات صاخبة وما نَجَم عنها من “ندوب” وتوازنات، والمفاوضات الشاقة المرتقبة لتشكيل حكومة جديدة يقع على عاتقها إدارةُ الواقع اللبناني المأزوم والمترنّح فوق “حبل” إقليمي مشدود.
وأخذتْ اللعبة السياسية شكل استراحة المُحارِب مع الإجازة “العائلية” للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في السعودية التي سيعود منها في الساعات المقبلة للمشاركة في الإفطار المركزي الذي يقيمه “تيار المستقبل” غروب الأحد في مجمع “البيال”، وسط رصْد للكلمة التي سيلقيها والتي يفترض ان تنطوي على إشاراتٍ ذات صلة بمسار التأليف الذي سيكتسب زخماً تصاعُدياً ابتداء من الاثنين.
وفيما كانت الأنظار في بيروت تشخص على ما اذا كان الحريري سيُجري في السعودية لقاءات مع مسؤولين فيها وخصوصاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإنّ عملية “تدقيق” تجري في العاصمة اللبنانية حول المعطيات التي يفترض ان تكون تجمّعت لدى الرئيس المكلف خلال وجوده في المملكة بإزاء الحِراك الاقليمي – الدولي فوق الصفائح الساخنة في المنطقة والذي لا يمكن ان يكون لبنان في منأى عن وهج مآلاته.