تراجعت، اليوم ، وبشكلٍ نسبي، وتيرة “الإشتباك” في المواقف بين التيار “الوطني الحر” والحزب “التقدمي الإشتراكي”، بعد تغريدة النائب وليد جنبلاط “النارية”، أمس الجمعة، عن عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووصفه بـ”الفاشل”.
ومع “الحرب الكلامية” التي استمرّت بين نواب ومسؤولي الفريقين السياسيين، طيلة يوم أمس، لم تهدأ الإتصالات السياسية لتخفيف التوتر بين الطرفين. وفي هذا السياق، كثّف رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، يوم أمس الجمعة، اتصالاته من السعودية بين “الوطني الحر” و”الإشتراكي” لنزع فتيل الإنفجار بينهما. ولفتت مصادر قيادية في تيار “المستقبل” لـ”لبنان24″ إلى أنّ “الحريري أجرى إتصالاً بكلٍّ من النائب وليد جنبلاط والوزير جبران باسيل، للوقوف عند آخر مستجدات الأزمة، والتأكيد على ضرورة تخفيف مستوى الخطاب بين الطرفين، تسهيلاً لمهمته في تشكيل الحكومة العتيدة”.
على جبهة “الإشتراكي”، فإنَّ “الأمور وصلت إلى حدِّها مع العهد”، واعتبرت مصادره أنَّ “جبران باسيل أحدثَ أزمةً كبيرة في البلد من خلال مرسوم التجنيس من جهة، وسعيه لضرب المناصفة من جهةٍ أخرى”. ولفتت المصادر لـ”لبنان24″ إلى أنَّ “باسيل يريد توسيع نفوذه، وبدأ يطال خصوصية الجبل والشوف، من خلال تمسكه بتوزير النائب طلال ارسلان من خلال حقيبة سيادية”. ورأت المصادر أنَّ “حراك باسيل باتجاه توزير ارسلان، يشكّل ضرباً لخصوصية الجبل وتحدياً لجنبلاط بشكلٍ خاص، والمطلب الأول والأساس هو تحييد الجبل والشوف عن الصراع السياسي ومبدأ تصفية الحسابات”.
في اعتبارات الحزب “الإشتراكي”، فإنّ التوازن في منطقة الجبل والشوف يجب عدم المساس به، والضامن الأول والأساس له هو وليد “بيك”. وخلال الإنتخابات النيابية، كانت المعركة لإعادة ترتيب التوزانات من قبل “الوطني الحر” في هذه المنطقة المحسوبة على “زعيم الإشتراكي”. هذا الأمر، لا تنفيه مصادر نيابية في “الوطني الحر”، واعتبرت عبر “لبنان24” أنّ “تيار العماد ميشال عون خاض معركة ديمقراطية في دائرة الشوف – عاليه، وأعاد التوازن لهذه المنطقة، وهذا الأمر الذي استفزّ جنبلاط وأغاظه وجعله يرفع الصوت عالياً”.
وحول توزير ارسلان في الحكومة واعتراض جنبلاط على ذلك، فقد رأت المصادر أنَّ “الرفض الجنبلاطي لارسلان غير مفهوم ومبرَّر”، وتقول: “تاريخياً، فإنّ جنبلاط كان على شراكةٍ تامة مع ارسلان، وهما يشكلان جناحين وازنين في الطائفة الدرزية التي يتمسّك “الوطني الحر” بها وبحقوقها”.
وتتابع: “بالأمس، بادر جنبلاط بالإعتداء على “الوطني الحر” والعهد، ونحنُ في معرض الدفاع عن نفسنا، وسنردُّ على أيِّ اتهام مهما كان، وبشكلٍ أو بآخر، فإنّ جنبلاط يسعى لإعادة الحرب إلى الجبل من خلال رفض ارسلان، ويريد الاستئثار بقرار الشوف وعاليه لنفسه، و”الوطني الحر” ليس ضد الشراكة مع أحد، وسيسعى لتعزيزها مع الجميع”.
إذاً، المخاضُ بين “الوطني الحر” و”الإشتراكي” بدأ، والعمل سيتركز لتجنيب ولادة الحكومة أزمة الطرفين، والأنظارُ تتجه إلى المفاوضات بعد فترة الأعياد. وحكماً، فإنّ إنعكاسات “الكباش” الإشتراكي – العوني ستنتقلُ إلى مجلس النواب والعمل الحكومي، وقد يحتاج الأمر إلى تسويةٍ جديدة تعيدُ الود المقطوع بين المختارة وبعبدا.. أمّا السؤال الأبرز: من سيكون عراب هذه التسوية و”المصالحة”؟!