أثار اجتماع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، يوم السبت في بيت الوسط، اهتمام الكثير من المراقبين لأكثر من سبب، مع علم الجميع أنّ مثل هذا اللقاء لا يحصل بالصدفة.
أتى لقاء بيت الوسط بعد ثمانٍ وأربعين ساعة على زيارة الحريري الى قصر بعبدا التي قيل إنّها أزالت الالتباسات التي حصلت حول صلاحيّات رئيس الحكومة في التأليف. فلماذا إذاً كان هذا اللقاء، على طريقة تأكيد المؤكد؟
يؤكّد مصدر مطلع أنّ هذا اللقاء يأتي في إطار تحصين الساحة السنيّة في لبنان، ويعمل الساعون اليه لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: الأول، التأكيد أن لا بديل عن الحريري في رئاسة الحكومة، وأكبر دليل على ذلك مشاركة ميقاتي في الاجتماع. والثاني، التشديد على أن لا مهلة للتأليف تلزم رئيس الحكومة المكلّف، وبالتالي ما من داعٍ لاستعجال الحريري في إنجاز مهمّته والضغط عليه عبر بعض المواقف والتسريبات. والثالث، إيصال رسالة الى رئيس الجمهوريّة مفادها أنّ التسوية الداخليّة – الخارجيّة التي أوصلته الى رئاسة الجمهوريّة قابلة للاهتزاز إذا كانت ترجمتها على حساب الحريري وصلاحيّاته.
وتشير المعلومات الى أنّ البيان المقتضب الصادر من اجتماع بيت الوسط سيلاقيه مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان في خطبة يوم الجمعة المقبل. ويعني ذلك أنّ هذه الحركة، السنيّة الطابع، ليست عابرة…