من شرفة منزلها الزوجي في الطابق الثاني في محلة بشامون سقطت أمٌ لثلاثة أطفال. وسط ذهول المارة والجيران حضرت الأجهزة الأمنية ورجال الأدلّة الجنائية. المعطيات الأوليّة تشير الى تورّط الزوج بالجريمة. قرع رجال الدرك باب الشقّة التي سقطت منها الزوجة دون مجيب. اتُّخِذ القرار بخلع الباب فإذ بالزوج مستلقٍ على الكنبة يتظاهر بالنوم العميق.
الحادث وقع بتاريخ 5 أيار 2015 في محلّة بشامون، شارع المدارس، وفصّل وقائعه حكم صدر حديثاً عن محكمة جنايات جبل لبنان حيث تبيّن فيه أنّ المتهم “ياسر.ص” أقدم على رمي زوجته من شرفة منزله الكائن في الطابق الثاني، إلّأ أنّها بقيت على قيد الحياة، فتمّ نقلها الى المستشفى، وبقي المتهم في شقّته بعد أن أقفل بابها من الداخل، فيما أعلم سكان البناء رجال فصيلة الشويفات أنّه من أصحاب السوابق، واشتكوا من تصرّفاته تجاه زوجته وتعنيفها، فجرى عندها خلع باب الشقة ليتظاهر المتهم أمام رجال فصيلة الشويفات أنّه نائم على الكنبة.
في التحقيق الأوّلي أفاد الزوج أنّه حضر الى منزله بحالة صحيّة سيئة، ففتحت له زوجته الباب، ولما دخل استلقى على الكنبة الى حين تفاجئه برجال الأمن يدخلون الشقّة وإيقاظه من نومه العميق، وأنّه لا توجد مشاكل مع زوجته. وأشار الى أنهما تزوجا منذ سبعة عشر عاماً ورزق من زوجته بثلاثة أولاد وأنّه لا يعلم من ضرب زوجته ورماها عن الشرفة، وأنّ كلام الجيران عن ضربه لزوجته ورميها عن الشرفة غير صحيح كذلك كلام زوجته غير صحيح، وأضاف أنّ الجرحين على أنفه غير معروف سببها وقد يكون السبب ناجماً عن حكّة بأظافره.
أما المدعية التي حالت العناية الإلهيّة دون وفاتها، فأفادت أنّ زوجها حضر الى المنزل وأعلمها أنّه مصاب بدوخة فساعدته على الجلوس على الكنبة، حيث استلقى لساعة وكان يردّد على مسمعها أنّه مستاء من وضع البلد ومن وضعه المادي وأنّه أقفل عليها باب غرفة النوم لأكثر من ساعة، ولّما تمكنت من الخروج أقدم على ضربها بأنبوب حديدي على رأسها ويدها وهربت الى الشرفة لطلب المساعدة وأكمل ضربها على أصابعها ووقعت أرضاً مضيفة أنّها لا تعرف سبب تصرّف زوجها وأن لا خلافات بينهما.
وعاد المتهم وأفاد أنّه أقفل على زوجته باب الغرفة وأنّ زوجته رمت بنفسها من الشرفة وأنّه سبق أن طلّق زوجته وأنّ الدماء على الأنبوب الحديدي نتيجة عراكه مع زوجته وأنّه حاول حاول رفع زوجته أثناء تدلّيها عن الشرفة دون جدوى، فدخل المنزل وغسل وجهه وأبدل قميصه التي عليها دماء واستلقى على الكنبة وأنّ كمية الدماء على وجهه وقميصه كانت كبيرة.
وقد نالت المدعية تقريراً طبيّا يقضي بتعطيلها عن العمل لمدّة شهرين لإصابتها بجرح قطعي في مؤخرة الرأس وآخر في الجانب الخلفي الأيمن للرأس وكسور في اليد اليمنى واليسرى وفي الفقرة الرابعة من الظهر.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة ثماني سنوات بالمتهم وأنزلتها تخفيفا الى السجن ثلاث سنوات وألزمته بدفع عشرين مليون ليرة لزوجته المدعية.