كان السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أوّل مَن لوّح بتوجّه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمبادرة في ملف النازحين السوريين. أشار زاسبكين إلى الموضوع قبل عام، لكنّه في الوقت عينه كان واضحاً لجهة انطلاق بلاده من موقف المجتمع الدولي وتعاون الجهات المعنيّة بالعودة.
يعود زاسبكين من عطلته على وقع زيارة وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الى موسكو ولقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف للبحث في أوضاع الشرق الأوسط وخصوصاً ملف العودة، في الوقت الذي تمّ تعيين زاسبكين رئيساً لمركز التنسيق الروسي لعودة النازحين.
بموازاة ذلك، فإنّ أيّ حركة على هذا المستوى لبنانياً ستبقى مرتبطة بعمليّة التأليف المتعثّرة للحكومة الجديدة. فالملفات والاستحقاقات المنتظَرة تقف عند ضرورة وجود حكومة تسهّل مرورها وترجمتها في أسرع وقت ممكن.
والواقع أنّ ما حقّقته روسيا في السنوات الأخيرة – بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين – تجاوز لعبة المصالح من قبل دولة عظمى تجاه دولة عربيّة وقعت في حرب كسوريا، نحو الأدوار المُباشَرة في المنطقة. ولعلّ الزيارات المكثّفة لشخصيّات لبنانيّة إلى موسكو كفيلة بإعطاء هذا الكلام حقّه.
فهل تلعب روسيا دوراً مزدوجاً في لبنان خلال المرحلة السياسيّة القادمة؟ وبين الحكومة وعودة النازحين، كيف سيُترجم زاسبكين التوجّهات الروسيّة في بيروت؟ أسئلة تستحقّ الانتظار.