??آفة تعاطي وتجارة المخدرات في لبنان ليست وليدة الأمس لكنها دخلت في السنوات الأخيرة بمراحل متقدّمة، الأمر الذي جعل المعنيين من قانونيين وأمنيين، ونشطاء اجتماعيين وغيرهم من دق ناقوس الخطر والبدء جدّيا بالتحرك للحد من معدلات هذه الظاهرة, وبدت التحركات جليّة من خلال الجهود التي تبذلها مختلف الٲجهزة الأمنية لإلقاء القبض على الرؤوس المدّبرة من التجار والمتورّطين، واحباط عمليات بيع وتهريب وتجارة المخدرات لأخطر واهم الشبكات المروجة, لم يمض من العام 2018 سوى ايام، واكثر من عملية ضبط وتوقيف مروجي مخدرات في مختلف المناطق اللبنانية حدثت، بالإضافة الى عمليات خاطفة وكمينات دقيقة أوقعت ببعض الخيوط الاساسية والبارزة في عالم المخدرات.
??وبين مروّج، وتاجر ومتعاط، يتشارك المتورطون “السم” ذاته، فهل تكفي التوعية لردعهم، ومن يساهم بحمايتهم, يوضح رئيس جمعية “جاد” – شبيبة ضد المخدرات جوزيف حوّاط لـ”ليبانون ديبايت” أن الوضع زاد خطورة عام 2017, فالفئات العمرية لضحايا المخدرات تنخفض عاما بعد عام، وتراجع مستوى اعمار المدمنين من 20 و22 سنة الى 15 و16، وهذا ما الأمر أصبح مخيفاً, يحذّر حواط من الكارثة الأكبر، اذ انه بعد انتشار انواع من المخدرات سهلة الترويج، كثرت عمليات الترويج ليس فقط داخل الجامعات بل لطلاب المدارس ايضا. في احدى المدارس الرسمية بمنطقة جبيل، تم طرد ابن 13 سنة من المدرسة بسبب ترويجه المخدرات للطلاب.
??ويضيف “فقدنا الأمل من الجامعات والأرقام باتت مقلقة، لكن مشكلة المدارس لا تزال في بدايتها، لذا علينا التحرّك قبل تفاقم الوضع وامتداده”, أكثر انواع المخدّرات التي تنتشر بين الطلاب، هي حبوب الكبتاغون والحشيشة، أما الأخطر ما يعرف بـ”سلفيا”، وهي نوع من حبوب المنشطات والهلوسة، التي تكثر سهولة ترويجها للطلاب، ويقول حوّاط “صاروا متلايين الدني عالموبيلات بجيبلك المخدرات ديليفري”.
??أما بالنسبة للمناطق التي تكثر فيها هذه الظاهرة، يعلّق الحواط بالقول “لم تعد اي منطقة في لبنان خالية من هذه الآفة، كنا نقول في السابق البقاع وبريتال، حتى اصبحت كل المناطق متورّطة، من بيروت، وجبل لبنان، والشمال، وكسروان حتى جبيل التي من سنة حتى اليوم شهدت ضبط حوالي 8 شبكات لترويج المخدرات، والعمل جار لضبط المزيد في ضواحي تلك المدينة التي لم تعتد على هذه الظواهر, يتأسف الحواط لأن هناك من يحمي كبار تجّار المخدرات، ويساهم في ادخال هذه الآفة أكثر الى مجتمعنا، كاشفا عن أنهم بدأوا بالظهور وستُكشف كل الرؤوس المدبرة والتي تحمي تلك الأخيرة.
??ويسعى من خلال جمعيته، وبمساندة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أكد له انه لا حماية لأحد في موضوع المخدرات وان العقاب سيطاول جميع المرتكبين والتجّار والمروّجين وحماتهم، الى “خلق جيل جديد خال من المخدّرات لأن الجيل الحالي بلغ تورّطه الذروة وأصبح من الصعب جدا التعامل معه. وعلينا ان نحرص ان يكون الجيل المقبل واع ومدرك لخطورة هذه الظاهرة منذ عمر الصفر ليكون جيل الـ “لا مخدرات”, بالإضافة الى المشروع الذي تقوم الجمعية بالتحضير له، وهو “القرية الوقائية” التي ستُعنى بأوضاع المدمنين، وكافة الحلول التي تحارب ظاهرة المخدرات من مكافحة، وتوعية، وعلاج، وتأهيل.