??في خصال شيبه ألم وفي حالته كثير من البؤس والتشتت, رجل سبعيني يتخذ من الطريق مأوىً تعطف الشمس على جبينه، وتغسل السماء جسده الضعيف, ويبقى الناظرون كُثر والكفوف تحرس الجيوب, أبو عبدو عجوز خانه الزمن، يقبع على كرسيه المتنقل في زوايا الشياح، لا يفارقها لا في الليل ولا في النهار, وحيداً ينتظر الرحمة وبعض القوت الذي يحصل عليه تسولاً من هنا وهناك, دفع هذا المشهد الشاب محمد باجوق إلى رفع الصرخة من خلال منشور على صفحته الخاصة، عرض فيها حالة العجوز وناشد المعنيين ووسائل الإعلام مطالباً إياهم بالتحرك.
??وبإتصال لـ “موقع بنت جبيل”
مع محمد أخبرنا أن هذا الرجل الذي كان يمتلك بسطة خضار، منذ حوالي العشرين عاماً يتكسّب بها الرزق، لكنه تعرّض للضرب والتعدي على عربة رزقه من رجل كان مديناً له بمبلغ من المال ومنذ ذلك اليوم حاله تدهورت من السيء إلى الأسوأ فالأكثر سوءاً وألماً.
??فقرٌ نهب حاله وجسده، وقد عمد منذ أيام بعض الأشخاص إلى الإتصال بالصليب الأحمر ليسعف قدمه المهددة بالبتر لكنهم إكتفوا بتضميد قدمه “بالشاش” ورفضوا نقله إلى المستشفى لعدم وجود كفيل, قد يكون لهذا الرجل أولاد وكثيرة هي الأخبار المتداولة عن وجود أحد أبناءه في بلاد الإغتراب لكنه لا يتعرف عليه، في حين يقول آخرون أن لديه ولد كان قد باعه لعائلة كي تربيه بعد تدهور وضعه المعيشي.
??هذه الأخبار تبقى مجرد أخبار لا يعوّل على مصداقيتها طالما أن لا شيء ملموس, لكن المهم الآن أن تلقَ الصرخة آذاناً صاغية فكثيرون هم أمثال هذا الرجل، لكن ما الضمانة لهؤلاء الأشخاص في الحياة؟ من يعيلهم؟ من يهتم لمتاعبهم ويعطف عليهم في مرضهم وبؤسهم؟! من سيتحرك ليلملم وجع العجوز من شوارع تحفظ أنّاته وملامحه منذ أكثر من عشرين عاماً.