تؤكد الاعتداءات الصهيونية الثلاثة الجديدة على ريف العاصمة السورية دمشق في التاسع من كانون الثاني الحالي ، دخول العامل الصهيوني بطريقة عسكرية مباشرة على خط الحرب الكبرى ضد سورية، الامر الذي يؤكد أن مصلحة العدو الصهيوني تكمن في تدمير الدولة السورية و اسقاط نظامها لضرب محور المقاومة والممانعة عبر استمرار هذه الحرب و تقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والفني والطبي وغيرها للفصائل المسلحة المنتشرة في جنوب البلاد و على الحدود مع فلسطين المحتلة .
العالم – مقالات
هناك أسئلة كثيرة تطرح في هذا السياق ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، ماهي الأهداف التي أراد هذا العدو تحقيقها من هذه الاعتداءات وماهي تداعياتها في ظل الظروف الراهنة؟
لعل ما جاء في تعليقات المحللين السياسيين والعسكريين الصهاينة على هذه الاعتداءات يدلل بشكل مباشر على الاهداف والتداعيات.
من هؤلاء المعلق “تال بار رام” ، الذي رأى ان “الهجوم الاسرائيلي الاخير في سورية، يعني ان اللعبة باتت اكثر صعوبة وتعقيدا، وان التوتر يتصاعد والمواجهات تقترب. لقد بتنا اقرب الى الحرب بسبب الثقة التي يشعر بها الاسد. الحكومة الاسرائيلية تعلن انها لن تسمح بسيطرة عسكرية ايرانية في سورية، وهذا يعني اننا سنشهد احداثا من هذا القبيل في المستقبل”.
المعلق يوآف ليمور، قال من جانبه ان “هدف الهجوم الاخير كان على ما يبدو احباط جهود حزب الله للتزود بوسائل قتالية متطورة. ويبدو حسب التقارير، ان الاهداف التي استهدفت في القطيفة القريبة من دمشق، كانت مخازن قذائف دقيقة، كان سيتم نقلها الى لبنان”.
وتابع المعلق، “ان نظام الاسد يتعافى بسرعة، ويستعيد السيطرة على اجزاء كبيرة من الدولة.. والبيان السوري يجب ان يكون مدعاة للقلق، لأنه يعتبر مرحلة في مسيرة استجماع الثقة الذاتية المتجددة، من جانب الاسد وجيشه “.
و هنا رأي من خارج الكيان الصهيوني جاء على لسان مراسل صحيفة “إندبندنت” البريطانية في الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن، الذي كتب مقالا عن وضع “إسرائيل” الحالي والمقبل بعد انتهاء الحرب السورية أشار فيه إلى أن “إسرائيل غير مرتاحة للوضع السوري والدليل هو استمرار غارات سلاح دفاع الجو الإسرائيلي على المواقع العسكرية المختلفة في سورية، حيث تحاول إسرائيل إظهار عضلاتها وتأكيد دورها الفاعل والمؤثر في المنطقة حاليا وفي الأيام المقبلة التي ستشهد انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه في سورية”.
واعتبر الكاتب البريطاني أن “الضربات الإسرائيلية المستمرة تدل على الإرباك الإسرائيلي والمخاوف الطارئة على القيادة الإسرائيلية مع تسجيل الأسد وحلفائه انتصارات مستمرة على مختلف الجبهات في الداخل السوري، كما أصبحت القيادة الإسرائيلية على يقين أن الأسد سجل انتصارا كبيرا وثبت حكمه في سورية إلى جانب تعزيز إيران دورها من خلال “حزب الله” في الداخل السوري”.
بصورة أو أخرى فان ضرب مواقع للجيش السوري أو للقوات الرديفة التي تقاتل معه ضد الارهاب، هو لصالح الارهاب، لان العدو الصهيوني يتمنى انتصار الارهاب على الدولة السورية، ولكن هذا التمني لن يتحقق!
أعتقد أن هذه التقديرات كافية لان تؤكد مدى قلق الصهاينة من تنامي قوة محور المقاومة في المنطقة و ان قواعد الاشتباك تغيرت فعلا وتتبلور على الارض يوما اثر اخر وان مؤامرة الربيع العربي فشلت على الصعد كافة وان مشاريع التطبيع لم و لن تنجح في تثبيت دعائم الكيان الصهيوني الامر الذي يؤكد أن لا مستقبل لهذا الكيان في المنطقة