في لحظة غضبٍ شديد، وفي موقف لا يمكن لأي إنسان تحمّله، أقدم الرقيب أوّل في الجيش اللبناني “ر.ف” على قتل زوجته وعشيقها بإطلاق النار عليهما بعد ضبطهما متلبسين في حالة الزنى.
الحادثة التي وقعت في السادس من شهر أيلول من العام 2007 في محلّة الحدث، إستعادها اليوم الزوج المتهم “ر. ف” والى جانبه شقيقه “ج. ف”، في الجلسة الأخيرة لمحاكمتهما أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبدالله والتي ستصدر حكمها عليهما الليلة.
الجلسة التي خًصصت للمرافعة عن المتهمين، ذكر فيها وكيل الدفاع أنّ المتهم الأول الذي ينتمي الى المؤسسة العسكرية التي تحمل شعار (شرف تضحية وفاء) لم يستطع تحمّل صدمة خيانة زوجته له مع عشيقها، فقد أعصابه واختلّ توازنه وأفكاره خاصة عندما أقدمت الزوجة على الدفاع عن عشيقها وشتم زوجها وعائلته قبل أن تقع الجريمة.
يشير وكيل الدفاع أنّ العسكري لم يكن بنيته ارتكاب الجريمة ولم يكن مصمّما على القتل، بدليل أنّه لدى وصوله أمام باب المنزل كان بارد الأعصاب ولم يشهر مسدسه، بل قصد منزل خال زوجته الواقع في الطابق الخامس في المبنى نفسه للتأكّد من وجود العشيق “و.ش” لديه كونه صديقاً لأبنائه وهو أراد اصطحاب خال الزوجة الى منزله ليُشهده على الخيانة.
يضيف المحامي أنّ المتهم “ر.ف” لم يتحمّل قيام العشيق بضرب شقيقه “ج.ف” الذي تدخّل في الإشكال، فأقدم هو(العسكري) على إطلاق النار ترهيباً فاُصيب شقيقه، وما إن رآه ينزف حتى راح يُطلق النار عشوائيّاً ومن دون تركيز فأصيبت الزوجة بطلقة واحدة أدّت الى وفاتها فيما بعد، ثمّ أصيب العشيق برجله ليحاول بعدها الأخير إمساك المسدس فاًصبحت الطلقات تخرج منه دون أي تصويب، بدليل تقرير الطبيب الشرعي الذي أفاد أنّ الرصاصات دخلت في جسد الضحيتين وفي الجدران بشكل عشوائي وكانت متطايرة ومتناثرة وغير مصوّبه، ما يدلّ بحسب وكيل الدفاع على عدم وجود النية الجرمية لدى المتهم.
وخلص الى طلب اعتبار الجريمة من جرائم الشرف والدفاع عن النفس والحكم ببراءة المتهم أو تخفيف الحكم لأقصى درجة، واستطراداً تطبيق العذر المحلّ على الجريمة وفقاً لقانون العقوبات.
أعطي الكلام الأخير للمتهمين فطلب الرقيب أوّل الشفقة والرحمة لأنّه يريد الاهتمام بابنته الوحيدة، مشيرا الى أنّه لم يتزوج بعد مقتل والدتها من أجل الإنكباب على تربيتها، واصفاً ما حصل معه بأنّه كان خارجاً عن إرادته وقال:” ما كان بدي عيش بين الناس بلا شرف”. ومثله طلب شقيقه الشفقة والرحمة.
الحكم يصدر الليلة.