لفت وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في وزارة الخارجية والمغتربين، إلى “زيارة بومبيو هي الأولى من نوعها إلى لبنان وتدلّ على عمق العلاقات والصداقة، وعلى متانة الوضع اللبناني واستقراره، وتحمل المضمون نفسه من العلاقات التاريخية بين البلدين الّتي بنتيجتها قمنا بحوار بنّاء وإيجابي”.
وأوضح أنّ “الوضع بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية هو بسبب العمق بين الشعبين، هناك أكثر من مليون لبنان في أميركا أظهروا قدرة اندماج استثنائية وتم احتضانهم”، مبيّنا أنّ “أميركا تدعم المؤسسات الشرعية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني الّذي هو ضمن الاستقرار، ونحن نعترف ونقدّر ونشكر المساعدات الأميركية لمؤسساتنا الأمنية والمساعدات الّتي تقدّمها الـ”USAID”.
وركّز باسيل على “أنّنا بحثنا بمسألة الحدود، ولبنان يبدي الإيجابية اللازمة انطلاقًا من الحفاظ على حقوقنا بالأرض والسيادة، والمطروح موقفي الشخصي ومن أمثّل معروف”، مشدّدًا على أنّ “النصر السياسي والدبلوماسي يساوي أي نصر آخر، دون التفريط بأي مورد نفطي أو غازي وسنبذل الجهد اللازم للوصول إلى اتفاق مشرف”.
وذكر أنّ “موضوع النفط شخصي وعملت عليه ورافقته عندما كنت وزيرًا للطاقة، ونحن أقنعنا الشركات الأميركية للمشاركة بالمناقصات إلّا أنّها امتنعت، وفاز بالمناقصة شركات أوروبية وروسية ولكن هناك عقوبات بينهما.
من هذا الباب أدعو الشركات الأميركية للمشاركة بالمناقصات في لبنان”، متسائلًا: “لم لا يحصل تحالف بين روسيا وأميركا في لبنان وفق مصلحة الشركات، فهذا الأمر يسهم بالازدهار والاستقرار؟”، منوّهًا إلى “أنّني أكّدت التزامنا بالقرار 1701 والحفاظ على الهدوء بالجنوب ووقف الاعتداءات الإسرائيلة، وحقّ لبنان بالدفاع عن نفسه وهذا حقّ مقدس”.
وأكّد أنّ “لا شيء أفضل من مواجهة الإرهاب الأحادي إلّا بالتعدد، وجريمة نيوزيلندا تؤكّد أنّ التطرف يولّد تطرّفًا والتسامح المتوازي مع القوانين الدولية هو العلاج للتطرّف ويخلق العيش المسالم والسليم بين الشعوب”.
وأشار إلى “أنّني طرحت موضوع النازحين السوريين وشرحت لبومبيو الخطر على وجودية لبنان والنموذج اللبناني الفريد”، لافتًا إلى”أنّنا أجرينا مقارنة بالأعداد واستنتجنا أنّه إذا طبّقنا عدد النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان، نكون كأنّ ولاية كنساس الّتي كان يمثّلها في الكونغرس الأميركي وفد اليها 42 مليون مواطن كندي على سبيل المثال، وكأنّ ولاية واحدة في أميركا تستقبل مرّة ونصف الشعب الكندي، وهذا أمر لا يحتمله أي بلد؛ لذلك لبنان لم يعد يحتمل”.
وأعلن باسيل أنّه “لذلك، طلبنا دعم لبنان بالعودة الآمنة والكريمة دون أن تكون طوعية. ولا مرّة تكلّمنا عن عودة قصرية جماعية، ونحن نستقبل النازحين ولكن حان وقت العودة، وهذا لمصلحة لبنان”، مركّزًا على أنّ “الحلّ الّذي نرغب به في سوريا سياسي ويؤدّي إلى انتخابات حرّة وديمقراطية تعطي للشعب السوري الحق في اختيار ممثّليه”، موضحًا أنّ “لبنان ينأى بنفسه عن هذه الأمور ويرغب بعدم التدخّل في شؤون الآخرين”.
كما أفاد بـ”أنّنا تحدّثنا في موضوع “حزب الله”، وأكّدنا أنّه حزب لبناني غير إرهابي ونوابه منتخَبون من قِبل الشعب وبتأييد شعبي كبير، وتصنيفه إرهابي لا يعني لبنان. نحن نتمسّك بوحدتنا الوطنية وهذا الامر يحافظ على علاقاتنا الجيّدة مع أميركا”. واشار إلى “أنّنا نعتبر أنّ استقرار لبنان والحفاظ على وحدته مصلحة لبنان وأميركية، إقليمية ودولية لأنّ هناك مصلحة ببقاء لبنان هذا النموذج الّذي يواجه الإرهاب”.
ونوّه إلى أنّه “قد تفصلنا الجغرافيا لكن تجمعنا المبادئ الإنسانية، قد يبعدنا مفهوم المقاومة لكن يجمعنا الطوق إلى الحرية”، جازمًا أنّ “لبنان سيبقى فريدًا بتعدديّته وتمرّده وحريّته، ولن يكون يومًا موطئا للإرهاب بل مقاومًا له، ولكن يكون أحاديًّا وسيبقى متنوّعًا. حافظوا على صداقته واستقراره ولنعمل معًا لازدهاره”.