أخبار عاجلة

الجيش الإسرائيلي يضرب حزب الله بشدة، لكنه لا يتفاخر بالنتائج

المصدر : مكور ريشون
المؤلف : نوعام أمير
  • منذ هجوم “حماس” و”المذبحة” التي ارتكبتها في “غلاف غزة”، تدور حرب موازية على الحدود الشمالية، ويطلق حزب الله كثيراً من الصواريخ المضادة للدبابات في اتجاه مستوطنات إسرائيل وقواعد الجيش الإسرائيلي، الذي يرد على ذلك بهجمات جوية، وبالقصف المدفعي لأهداف مختلفة للحزب في لبنان. وتُعتبر هذه الحرب “تحت حافة التصعيد”، لكن نتائجها على الأرض تروي قصة مختلفة تماماً.
  • إذا وضعنا جدولاً بالإنجازات في مقابل الأضرار التي تكبدتها إسرائيل، فمن المؤكد أن تشمل خانة الأضرار الـ70 ألف نازح من سكان الشمال، وأولئك الذي بقوا في الشمال ويعيشون تحت النيران التي لا تتوقف. لقد زادت إسرائيل في قواتها بصورة كبيرة على الحدود الشمالية، وكثّفت منظومة الدفاع الجوي، واستخباراتها لا تتوقف عن العمل. وفي الواقع، نجح حزب الله في تحويل انتباه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن غزة، وتسبب بإضعاف قدرات الجيش الإسرائيلي على محاربة “حماس” بصورة كاملة. في إسرائيل، وفي الجيش، يحبون تكرار عبارة أن الجيش قادر على القتال على جبهتين أو أكثر في آن معاً. وهذا صحيح، لكن السؤال الحقيقي ما هي نتيجة هكذا قتال.
  • في خانة الإنجازات في هذا الجدول، يبرز قتل الجيش الإسرائيلي لأكثر من 110 مقاتلين من حزب الله (وفقاً لبيانات الحزب، لكن الرقم الحقيقي يبدو أكثر بكثير) وأكثر من 30 “مخرباً” من تنظيمات أُخرى في لبنان، لكن الضربة الفعلية التي تكبدها الحزب هي البنى التحتية للحزب في لبنان، التي دمرها الجيش الإسرائيلي من دون توقف. الأرقام عالية جداً؛ مئات البنى التحتية، بينها مخازن للسلاح ومواقع هجومية متقدمة وغرف عمليات، يدير من خلالها حزب الله وكبار مسؤوليه مقاتلي قوة الرضوان في الميدان.
  • الطريق إلى الانتصار على حزب الله طويلة جداً، لكن البداية ليست سيئة، كما تبدو في الميدان. لماذا والحال هذه هناك شعور في الإعلام ولدى الجمهور بالمرارة، كأننا تعرّضنا لهزيمة قاسية على يد الميليشيات الشيعية التي ترابط على حدودنا الشمالية؟
  • الجواب هو أننا لا نروي القصة حتى نهايتها. البيانات الصادرة عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بشأن الهجمات في الشمال عمومية جداً. وعلى عكس البيانات الشاملة وذات الروح المتباهية “نحن نقضي عليهم”، توصف الهجمات في الشمال بأنها “عمليات دفاعية”. في غزة، نهاجم وننتصر، في الشمال، ندافع.
  • في بداية الحرب، كانت توجيهات المؤسسة الأمنية هي بالحؤول دون نشوب حرب في الشمال، لكن كما جرى في الجنوب، ولكن بثمن أقل، وجدت إسرائيل نفسها في وضع لا مفرّ منه. لقد ذهب نصر الله بعيداً جداً، والآن، لا مفرّ من قيام إسرائيل بعملية حقيقية فعالة. سكان الشمال لن يعودوا إلى منازلهم ما دام “مخربو” قوة الرضوان يرابطون على السياج الحدودي، ويخططون لـ”مذبحة” 7 تشرين الأول/أكتوبر المقبلة.
  • في هذه الحال، ما هي الخطوة التالية؟ يمكن للأمور أن تسير بصورة جيدة، أو سيئة. تحاول الولايات المتحدة وفرنسا، بالوسائل الناعمة، تحقيق انسحاب قوات حزب الله شمالاً، ووضع نصر الله أمام خيار: إما الانسحاب طوعاً إلى ما وراء نهر الليطاني، وإما مواجهة حرب حقيقية وشاملة مع إسرائيل. فالحزب الذي خاض حرب ردع ضد إسرائيل بسبب خيمة، أو بسبب مزارع شبعا وجزء من قرية الغجر، هل هذا الحزب الذي يقدم نفسه بصفته درع لبنان وأنه سيقاتل حتى آخر سنتيمتر من الحدود الشمالية، سيتراجع طوعاً، وبوسائل سلمية، إلى ما وراء الليطاني؟
  • يتعين على إسرائيل الاستعداد لإمكان عدم حدوث ذلك، وأن تضطر إلى طرد قوات نصر الله بقواها الذاتية. إن البيئة التي نعيش فيها لا تتيح لنا، عموماً، إمكانية وضع القوانين، وتدل التجربة على أننا أبطال الشرق الأوسط في الانجرار إلى الحرب، بدلاً من أن نكون المبادرين إليها.

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …