MKi, MKii Heron, Hermes, …
للمعلومة، أول طائرة إسرائيلية مسيّرة للاستطلاع والرصد العسكريين قد دخلت الخدمة في 1973، واستخدمها العدو الإسرائيلي في حربه على لبنان في كل اعتداء ورصد.
وهي التي مسحت الأراضي اللبنانية قبل إجتياح إسرائيل الأول للبنان في 1978، وكذلك في الإجتياح الثاني في 1984.
كما هي التي صورت سقوط الطيار المجرم رون آراد أثناء اعتدائه على الجنوب وساكنيه والمخيمات الفلسطينية في صيدا سنة 1986.
وهي التي وثقت إسقاط حركة أمل لطيارته وسقوطه هو وقبطان الطائرة معه.
ما انفكت إسرائيل من استخدام هذا النوع من الرصد الجوي لأنه زهيد الكلفة نسبيًا وذو نتائج جيدة جدًا على الصعيد العسكري، كذلك في الرصد والتصوير.
إلى أن تطورت هذه الطائرة ليجري صنع عدة نمائج مختلفة منها، نذكر منها: هيرون أم كا واحد، و هيرون أم كا اثنان، و هرميز وغيرها.
لقد بلغ التطور في هذه الطائرات أنها قادرة على التحليق منفردة (بلا تسيير أو قيادة آنية لها من قبل فريق) ومسح الأرض ومن ثم هي تدرس وتقارن الصورة الحالية بالصورة السابقة آنيًا، وذلك لرصد أي تغيّر جغرافي أو مكاني على الأرض. بذلك يُعطي الذكاء الإصطناعي المعلومة إلى القيادة مضيفًا عليها الإحتمالات الواردة لسيّده في قمرة القيادة مما يُسهّل عملية اتخاذ القرار بالضرب أو الإستغناء عنه.
هذه الطائرات كانت للرصد والتتبع والملاحقة ومن ثم تطورت لأن تكون طائرة مُسيّرة هجوميّة ذات قدرة على حمل ألف كيلو من المتفجرات.
يعني بامكانها حمل 8 صواريخ للإستهدافات الفردية، أو صاروخين اثنين للإستهدافات الثقيلة كما يجري اليوم في لبنان في حرب أيلول 2024.
في بيروت خاصة، كل يوم يسمع المواطنون صراخ محرّك الطائرة ويقولون: هناك أم كا في الجو. صحيح، هي في الجو ولكن الرصد في عالم العسكر يكون في الخفاء والتموّه وليس بالجهار والعلن.
فالسؤال: لماذا صوت هذه الطائرة عالٍ جدًا؟
الجواب سهل:
ببساطة تُريد إسرائيل إقلاق بيروت وساكنيها، فيجري تحليق هذه الطائرة ضمن مسارات محددة، وهي تُنفذ الأمر في تحليق مداري دائري فوق العاصمة وجوارها في رسالة واضحة: نحن فوقكم نراكم ونرصدكم.
هذه الطائرة لها هدفان:
الأول: إقلاق الناس ودب الذعر في النفوس، وإرهاق المواطن نفسيًا
الثاني: إستحداث آني للشاردة والواردة من التحرك المدني للناس في العاصمة بين راجل وراكب وسيارة ودراجة.
خلاصة:
للطائرة فوق بيروت مهمة نفسية وأخرى استراتيجية.
فلا تقلل من شأنها، وهي قادرة على قراءة لوحة أرقام السيارات، ولها القدرة إذا كانت مذخرة على الإستهداف المباشر، وقد لا تلجأ إلى القيادة للضرب، بل قد يُعطونها الإذن باتخاذ القرار بنفسها عند الحاجة.
سؤال:
لماذا هناك صواريخ لم تنفجر في بنايات؟
الجواب، قد تأتي طائرة مذخرة وترمي صواريخ بلا صواعق على البناية، ومن ثم تأتي أخرى وتستهدف نفس البناية، وتُطلق صواريخها المذخرة.
وبذلك يكون العدو قد أسقط وزنًا ضخمًا من مادة الإنفجار وأتت الطائرة الأخيرة لتفجرها.
يعني باختصار، ليس هناك صواريخ لم تنفجر، بل هناك حشوات على شكل صواريخ لم تنفجر.
السبب في استخدام العدو هذا الأسلوب يعود إلى أن الطائرة بذاتها لا يمكنها حمل الحمولة لوحدها، فتستعين بطائرة أو اثنتين، ترمي الأولتان حمولتيهما على البناية، وتأتي الثالثة لتفجر الحمولة كاملة، والنتيجة إنفجار كبير.
طبعًا بعد هذه الاستراتيجية في التدمير، يأتي المأجور ليقول: انظروا إلى مخزن أسلحة لحزب الله ينفجر، ويغيب عن بال هذا الجاهل، أن مخزن الأسلحة يكون قرب العمليات العسكرية، وليس في وسط العاصمة حيث يكون في الحرب هدفًا سهلًا أوالوصول إليه عند اللزوم مستحيلًا.
سؤال: هل يمكن لل أم كا من تتبع التلفون؟
الجواب: نعم وبكل تأكيد.
بل هي قادرة على رصد برج الإتصال الذي يتصل به هاتفك، وهي قادرة بجهود الألمان على فك شفرة الإتصال ومعرفة حديثك ولغتك وبصمة صوتك ومكانك (Location) بلا الاستعانة بهاتفك أصلًا.
سؤال: هل يُمكن للأم كا من تصوير البيوت؟
الجواب: التصوير الحراري لا يستطيع رؤية ما وراء الحائط، بل قادر على تمييز جسم البشر من غير البشر بحسب حجم الحرارة الذاتية للجسم نفسه. لذلك هي لا تستطيع رؤية داخل البيوت، بل هي تحدد بشكل دقيق للغاية البيت ومكانه وارتفاعه، بل هي قادرة على معرفة إذا كانت السيارة مركونة ال’ن أم بالأمس من أشعة الحرارة المنبعثة من غطاء المحرك.
نعم إنها تقرأ حرارة الأجسام، وتستطيع التمييز بين حرارة السيارة من الشمس أو حرارتها من المحرك نتيجة القيادة.
سؤال: كم فردًا يقود أو يُسيّر ال أم كا ؟
الجواب: مجموعة من الجنود يقودهم ضابط، منهم من يقود الطائرة، ومنهم من يرصدها ويتتبعها، ومنهم من يتلقى منها صورها وتصويرها، ومنهم من يوجه الصواريخ، والضابط يأخذ قرار الإستهداف وقيادة الفريق.
هذه المجموعة لا تقل عن 6 جنود وضابطهم.