إنها الضاحية…مسقط رأس الشيعة في لبنان،وسقفهم ومأواهم…في كل بيت مدمر،وتحت كل حجر،ألف قصة وقصة…منهم من أبى إلا أن يبقى في الضاحية،وهو يعرف أنها هدف لسيارات التكفيريين المفخخة،ومنهم من أبى إلا أن يبقى فيها،طالما أن سيد المقاومة كان في إحدى نواحيها،ساهرا على أمننا وراحتنا…هي الضاحية التي صرخنا:” فيها الموت لإسرائيل”
التي صرخنا فيها:لبيك يا حسين…
لبيك يا زينب
الموت لأمريكا”
في الضاحية اعتصمنا وهاتفنا متضامنين مع نبينا محمد صلى الله عليه وآله في مسيرة الدفاع عن رسول الله،عندما ظهر الأمين بين الحشود،ورددنا خلفه الشعارات.
هنا اقتظت الشوارع بعشاق الحسين،وهم يهيئون المضائف،في ليالي عاشوراء،ورائحة الهريسة تملأ الأزقة …
هنا بقي الأمين العام،تحت نيران الطائرات والصواريخ،غير آبه بالموت…وارتقى شهيدا في الضاحية…وهي أكثر الأماكن خطورة في زمن الحرب.
دمرتموها،حطمتموها،قصفتموها…افعلوا ما شئتم،إياكم أن تظنوا أنكم ستنالون من عزيمتنا،وستستخدمون ذلك كورقة ضغط على المجاهدين الشرفاء،لايقاف الحرب…هيهات،أولم تعلموا أننا شيعة علي الذي كان يقول:”والله لو لقيتهم فردا وهم ملئ الأرض،ما باليت ولا استوحشت.
لا تظنن أنكم،بقصفكم لبيوتنا،تستطيعون أن تُقَلِبُونا على حماة ديارنا وصائني أعراضنا،فداهم أنفسنا وأهلنا وبيوتنا ومالنا،وحجارة الضاحية تعلم،أنها عندما شيدت،من الممكن أن تهوي في أي لحظة،طالما الغدة السرطانية الإسرائيلية،لم تستأصل من الوجود … ونقول لكم،إنكم تحاولون التعويض عن فشلكم العسكري الذريع في الميدان،بقصفكم واستهدافكم لبيوت الناس والمدنيين العزل…عار عليكم،تبا لكم.