يتعرض لبنان لعدوان إسرائيلي همجي ووحشي يطال المدنيين الأبرياء على امتداد الجغرافيا اللبنانية، ويلاحق النازحين في أماكن نزوحهم، ويدمر المباني والبيوت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ دون واعز، ويرتكب المجازر المروعة بحقهم، في انتهاك سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، ويمارس الإبادة الجماعية فيمحي عائلات بكاملها على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمتٍ مدوٍّ وسكوت قاتل وإدانات خجولة لا تردع، ودعم من دول كبرى وأخرى تدّعي الحضارة والانسانية، فيما هي تغطي على الجرائم بتواطؤ صمتها وعدم إدانتها، ولا تقوم بأي جهد الوقوف لإيقاف هذه المجزرة المروّعة، بل وإرسالها الأسلحة والذخائر التي يُقتل بها شعبنا، ويتعرّضُ فيها وطنُنا لتدميرٍ ممنهج يطال مناطق عدة، ولا يستثني المستشفيات والمراكز الصحية والبلديات ومراكز الدفاع المدني والإسعافات والعاملين في القطاعين الصحي والإعلامي.
إن هذا العدوان البربري والوحشي تسبّب بوقوع آلاف الضحايا من الشعب اللبناني بين شهيدٍ وجريح، من الجيش اللبناني والمقاومين والمدنيين، كما تسبّب بنزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم ومدُنِهم وقراهم إلى مختلف المناطق اللبنانية، كما أدى الى تدمير آلاف الوحدات السكنية والتجارية والمؤسسات الرسمية، إضافة إلى إتلاف العديد من الأراضي والمحاصيل الزراعية، كل ذلك في محاولة لإخضاع لبنان وشعبه وفرض شروط سياسية عليه، كما صرّح قادة العدو أكثر من مرة.
لكنّ إرادة الشعب اللبناني في الصمود والمقاومة كانت أقوى من العدوان، رغم ضخامته وإجرامه.
إن خطورة هذا العدوان أنه يأتي في سياق الإنفلات الوحشي للعدو، وسعيه إلى تشكيل شرق أوسط جديد يهدف من خلاله إلى شطب القضية الفلسطينية وفرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ومحاولة إخضاع لبنان بالحديد والنار، والسيطرة على قراره وإخضاع سيادته للمقاييس الصهيونية، وإدخال البلد في العصر الإسرائيلي.
أمام كل هذه الوقائع، ودفاعاً عن مصالح لبنان وسيادته وكرامته الوطنية، تداعى وزراء ونواب ورؤساء أحزاب وشخصيات وطنية لبنانية للقاء تشاوري بعنوان “اللقاء الوطني من اجل لبنان” ، للتباحث في مخاطر العدوان الإسرائيلي وانعكاساته على الوضع اللبناني والعربي، وبعد التداول توافق المجتمعون على ما يلي:
١- إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه، وعلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ومطالبة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يلزم العدو بوقف عدوانه فوراً.
٢- الإشادة بالموقف اللبناني الرسمي الموحّد والمتمسك بسيادة لبنان على كامل أرضه، ودعمه في سبيل الوصول الى وقف العدوان بشكل كامل، دون المس باستقلال الوطن وسيادته.
٣- الإشادة بصمود الشعب اللبناني ومقاومته المشروعة، التي كفلتها المواثيق الدولية، والتأكيد على حق لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته بمختلف الوسائل المشروعة والمتاحة، وعلى رأسها المقاومة.
٤- تحية إكبار وإجلال لشهداء الوطن من الجيش والشعب والمقاومين الأبطال، الذين يبذلون دماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته.
٥- التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان، والحفاظ على السلم الاهلي، ووضع الخلافات السياسية جانباً، والعمل معاً لإفشال أهداف العدوان.
٦- الإشادة بالإحتضان الشعبي الوطني للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية، والبناء على الروح الوطنية التي تجلت في هذه المحنة للمستقبل، لأن لبنان الوطن بحاجة لتعاون جميع أبنائه.
٧- دعوة الدولة بكافة مؤسساتها ورموزها والجمعيات الأهلية لإيلاء موضوع النازحين الإهتمام اللازم، والعمل على توفير مستلزمات الصمود لهم، بما يكفل كرامتهم ويخفف من مصابهم.
٨- مطالبة الحكومة والأجهزة المعنية بتوفير الأمن للنازحين في أماكن نزوحهم، وعدم السماح لأيٍّ كان بإثارة الغرائز والفتن بينهم وبين إخوتهم في الوطن.
٩- التأكيد على ان نزوح أهلنا من المناطق التي هُجِّروا منها هو نزوحٌ مؤقت، والعمل على إعادتهم إلى مناطقهم وقراهم وبيوتهم فور توقف العدوان.
١٠- إن مسؤولية الدولة تقتضي البدء بإعداد خطط إعادة الإعمار من الآن ، والتأكيد على بناء كل ما تهدّم، بما يضمن عودة الناس الى بيوتهم مرفوعي الرأس.
١١- توجيه الشكر لكل الدول والجهات الداعمة للبنان، سواءً بالدعم السياسي أو المادي، لا سيما تلك التي وقفت وتقف اليوم معه، تعزيزاً لصموده في مواجهة استهداف سيادته وفرض الوصاية عليه.
١٢- تحية محبة وتقدير وإكبار لأهلنا الذين هُجِّروا من بيوتهم في الجنوب والبقاع والضاحية، أصحاب الرؤوس المرفوعة والنفوس الأبية، الذين يدفعون الضريبة عن كل الوطن، ووعدُنا لهم بأن يعودوا إلى منازلهم ومدُنِهم وقراهم بشموخ وكرامة.
وقرر “اللقاء الوطني من أجل لبنان” تشكيل لجنة متابعة، بهدف مواكبة القرارات الصادرة عنه، خدمة لاهلنا ووطننا.
الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤
“اللقاء الوطني من اجل لبنان”
3