تل أبيب تحترق / دكتور عباس

بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ

صدق الله العلي العظيم

 

اليوم في 18/11/2024 قد شهدنا أحداثًا مختلفة وكثيرة على الساحة الميدانية في لبنان أولًا وفي قلب إسرائيل المسعورة ثانيًا.

 

لا شك أن المقاومة اللبنانية الإسلامية في حزب اللهِ تُبلي بلاءً حسنًا، وهي لم تزل تقف راجلة في ميدانها ممسكة بقبضتها الحديدية زمامَ الأمور، وتقاتل قتالًا شديدًا عدوًا مجرمًا سفاكًا للدماء يجول جوًا ويجوب بحرًا، ممعنًا نظرًا فيها وفي مخازنها ويفشل في صد صواريخها.

 

هذه المقاومة اللبنانية قد توكلت على ربها وأدارت للدنيا ظهرها ومضت في أرض الميدان فارسة تفتك بعدو الله وعدوها فتُردي هذا قتيلًا وذاك صريعًا.

 

من يتابع أخبار الجنوب سيقرأها كما كل يوم، صمود وصد ومواجهات برية مجابهة قريبة، حتى كاد القتال يدويًا وبالسكاكين.

وكذلك فإن العدو حتى اليوم وبفضل الله لم يقدر على شيء وما نال شيئًا في الجنوب.

 

اليوم، ضربُ تل أبيب ليس بجديد، لكنه رائع، وأذهلنا جميعًا إذ نال من نبضِ الكِيان المجرم، وعلا صراخ المستغيثين من المستعمِرين الخبثاء في تل أبيب، يُهرعون من كل جانب. وأصوات الصفارات تُدوي هلعًا والإسعافات إستيغاثًا.

 

اليوم، لم يستطع جيش الإجرام في إسرائيل من منع فيديوهات تل أبيب عن التواصل الإجتماعي. فشاهد كل العالم جزع المستعمرين يركضون في شوارعهم يستجدون من ملجأ يحميهم ويرفع عنهم نار لبنان.

 

 

الأحداث الأمنية تتساقط على رأس الجافل نتانياهو، فقد جاءه أن حزب الله فتك بجنود على الحدود الشمالية، وبعدها حزب الله طال حيفا ودمر فيها، وبعدها مباشرة حزب الله ضرب عكا الساحلية، وقد طالت المقاومة اللبنانية الماجدة في حزب الله تل أبيب، ليس في ضاحيتها بل في عين قلبها.

 

هذا وقد وقف المجرم بنيامين أمام حكومته في الكنيست وعوائل الأسرى الإسرائيليين يذكرهم بأمجاده وبطولاته في لبنان وغزة لكنه تلقى سيلًا من العبارات حجّمه ووصفه بالكاذب المنافق، وفي نفس اللحظة يتلقى المسعور لكمة في وجهه أن حزب الله يرمي المستعمرات الشمالية بأكثر من مئة صاروخ تطال أهدافها.

 

كل هذه الأحداث تجري قبل وفود الناطق الرسمي بإسم العدو عاموس هوكشتاين الذي سارع إلى تأكيد زيارته إلى أم العواصم بيروت نافيًا أي تصريح أو خبر قديم عن عزوفه عنها. ذلك أن الأمريكيين بدأوا يُحسون أن حزب الله بات اليوم سيدَ التفاوض، وأن المعركةَ هي كاتبةُ التاريخ.

 

نعم، المقاومة الإسلامية ضربت تل أبيب، وطعنتها في كبدها، وشفت صدورَ القوم المؤمنين، تابعوا أوجاعها في الإعلام وانظروا إليها تتلوى ألمًا.

 

لقد تعودنا على أن إسرائيل بهيمة نكراء شنعاء، مسعورة قامت على الدم، إن لم تستطع أن تمضي أمتارًا في الجنوب أن تضرب المدنيين لتسفك الدم اللبناني، كما فعلت في زقاق البلاط اليوم، حيث الناس وأهاليهم، جيرانهم ومواليهم يجوبون الشوارع آمنين، وفي لحظة يرتقون شهداء وجرحى بنيران الغل الهمجي وصواريخ الحقد الصهيوني.

 

بالأمس قتلوا آلافًا، وروّعوا آلافًا، وما ينفكون يفعلونها، وسيفعلونها، هذا دينهم.

وبالأمس قاتلناهم، وهزمناهم، وما نبرح على القتال عاكفين حتى يُظهر اللهُ نصره أو نهلك دونه.

 

وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا

وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا

وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ

 

إن النصر من عند الله العليم الحكيم

وما النصر إلا صبرُ ساعة

وبشر الصابرين

 

 

شاهد أيضاً

“حزب الله” شيع محمد عفيف إلى مثواه الأخير في صيدا / تصوير الزميل خالد المنجد _الواقع برس

شيع “حزب الله” وعائلة الشهيد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب الحاج محمد عفيف النابلسي، إلى …