اجتماع وارسو وحماقة الغرب
هل يعقل لواشنطن ان تحشد العالم ضد ايران؟
الغباء يكمن هنا في هذه الزاوية التي لم يراها احد سوى قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد على الخامنئي الذي وصف قادة الغرب بالحمقى لكن لماذا هذا التوصيف لهؤلاء وفي هذا التوقيت بالتحديد؟
اليوم اجتماع وارسو وباجماع الحاضرين اظهروا للعالم الاعتراف بقوة ايران ليس على صعيد المنطقة فحسب بل على صعيد العالم ، وهذا التحشيد في الاجتماع والهجمة المسعورة ضد ايران ، تؤكد للقاصى والداني بان هؤلاء مرتعبون من قدرات ايران العسكرية ، والفكرية والعلمية ، ورسخ هذا المفهوم بعقول قادة العالم .
لكن من ناحية اخرى قدموا هؤلاء الحمقى دعاية مجانية تظهر ان ايران اصبحت دولة عظمى ومارد ، امام القزم الاميركي التي تسعى الى تشكيل تحالف دولي للنيل من قدرات ايران المتصاعدة عبر حرب مسعورة غير محسوبة العواقب لكن من جرب مجرب كان عقله مخرب لان التحالف الدولي ضد ايران لن يجد نفعا والدليل على ذلك تحالف العدوان السعودي على اليمن على مدى اربعة اعوام من الزمن والتحالف الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية من فشل الى فشل ، وهذه اليمن وليست ايران التي مر على انتصار ثورتها المباركة اربعين عاما من الزمن وانتصرت على تحالف دولي وبتآمر عربي بعد حرب طالت لثمانية اعوام.
مشهد العربان في اجتماع وارسو بات مخجلا وهو وصمة عار على جبين الانظمة العربية والاسلامية واصبح يُحتم على الشعوب العربية والاسلامية لاسيما الشباب التحرك لغسل عار هؤلاء خاصة بعد بيعهم لفلسطين ورموا تضحيات الشعب الفلسطيني في مزبلة التاريخ ، وذهبوا الى التطبيع العلني والوقح مع الاحتلال الاسرائيلي الذي اصبح بعد الاجتماع اكثر رعبا من قبله ، وأصبح متأكدا ان هؤلاء العربان اضعف ما يكون لمساندته باي مواجهة مع محور المقاومة والممانعة والدليل على ذلك فشل جيشه في حربه الاخيرة على قطاع غزة.
المعادلة الجديدة التي توصلت اليها اليوم هي ان الدولة التي تُبنى على اكتاف شبابها يجب ان ترعب العالم والثورة التي يتمسك بها شبابها من جيل الى جيل طبعا سترعب العالم الخانع والخاضع لإملاءات الاستكبار العالمي لذلك قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي امد الله بعمره الشريف يحرص في خطاباته المتتالية خاصة الاخيرة على أهمية دور الشباب في الحفاظ على إنجازات الثورة ، ووحدة الأراضي وحماية السيادة الشعبية من مخاطر الإعداء ،ومصر على التمسك بقضية فلسطين وتحريرها من الكيان الغاصب وهذه الأنظمة التي رهنت انفسها ولاتزال ترهن كل ما تملك خدمة لسيدها الاميركي من حقها ان تخاف من الدولة المستقلة ذات السيادة الشعبية ، لان هذه الأنظمة فشلت في اجبار شعوبها على الخضوع للشيطان الاكبر الولايات المتحدة الاميركية ، كما في البحرين ثورة طوت من عمرها ثمانية أعوام ، وشعبها لا يزال يصر على الحرية ، ومتمسك بتحرير بلاده من الاحتلال السعودي ، والهيمنة الاميركية البريطانية ، ويرفض بعزم التطبيع مع الاحتلال الغاصب لفلسطين المحتلة.
وفي اليمن الأبية التي على مدى أربعة اعوام من الزمن تقف سدا منيعا في وجه التآمر الدولي على شعبها ، ورغم التضحيات يواجه الشباب العدوان ببسالة قل نظيرها على صعيد التاريخ ، واستطاع هؤلاء الصامدون كالجبال الرواسي ان يذلوا تحالف العدوان السعودي ويمرغوا انفه وأنف سيده الاميركي والبريطاني والصهيوني بالتراب اليمني ،حتى في الامس اصدر البرلمان الاميركي قرارا يأمر خلاله بعودة الجنود الاميركيين من اليمن.
والمشروع التكفيري الارهابي الاميركي في سوريا والعراق وبفضل دعم ايران الدولة المستقلة الحرة الابية استطاع العراق ان يحبط هذا المشروع الاجرامي ويحطم المشروع الاميركي واليوم ابلغ العراق رسميا واشنطن برفض بناء اي قواعد عسكرية اميركية على اراضيه وفي سوريا وبعد اجهاض المشروع الاميركي الوهابي السلفي ها هي اليوم واشنطن تخرج جنودها وتفكك قواعدها العسكرية.
وفي الختام نقول لهؤلاء المجتمعين في وارسو الحذر الحذر من الاعتداء على الجمهورية الاسلامية لانها ستزلزل عروشكم وستسقطها كما اسقطت عرش الشاه في ايران وستحطم مشاريعكم التآمرية كما حطمت ولاتزال المشاريع الارهابية الاجرامية في المنطقة.
والحرب التي تلوحون بها ،ستكون كفيلة في ازالة الاحتلال الاسرائيلي الذي يعيش هاجس الرعب والخوف ليس من المقاومة الاسلامية في لبنان فحسب بل من قدرات ايران الفكرية والعلمية والعسكرية المتصاعدة ، فعلى ماذا تراهنون ايها الحمقى؟.
السيد فادي السيد
رئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية