بولا يعقوبيان خارج “سبعة
صدر عن الحزب الجديد على الساحة اللبنانية, “سبعة”, بيان تبرّأ فيه من النائبة بولا يعقوبيان. و قد علّل تصرّفه هذا مستندا على سلوكيات النائبة يعقوبيان التي لم تعد تتماشى مع سياسة الحزب الذي يتّبع على حسب قوله نهجا جديدا.
أبرز ما ضايق حزب سبعة هو: عدم اصرار يعقوبيان على اقرار قانون استعادة الاموال المنهوبة, المقدّم من قبله, و الذي يشكّل أولوية بالنسبة للحزب.كما و لاحظ “سبعة” أن يعقوبيان لم تعد تشنّ حرب شاملة ضد الفساد و اعتبر انها في بعض الاحيان كانت تتراخى مؤخرا مع بعض “القيادات التقليدية”, الامر الذي يرفضه “سبعة” قطعا, لانه يفتخر بكونه معارضة شاملة. و أشار “سبعة” ان منذ انتخاب بولا يعقوبيان ممثلة عنه و عن المجتمع المدني في البرلمان اللبناني, حضرت الى “اجتماعين فقط من اصل 30 اجتماع” نظّمهم الحزب, بسبب ضيق الوقت لديها على حسب قولها. و تابع الحزب في بيانه ان بولا يعقوبيان هملت مشاريع الحزب الذي اطلقها و باتت تروّج لنفسها و لم تعد تأخذ بعين الاعتبار قرارات الحزب الداخلية. و لعلّ أبرز ما جعل “سبعة” يستغني عن تمثيل يعقوبيان له, هو رفضها التصريح عن اموالها في لبنان و الخارج, علما ان هذه الخطوة كانت وعدها منذ اعلانها ترشيحها. يعلن “سبعة” من اليوم, النائبة بولا يعقوبيان, نائبة مستقلّة و بحال ارادت التعاون مع الحزب, فهذا ممكن بحال انسجامها مع قرارات و سياسة و شروط حزب سبعة.
بظلّ هذه الاحداث المفاجأة, يبقى المواطن اللبناني حائرا, تائها في بلده لبنان. يعاني من ظروف معيشية بائسة و هموم عديدة لا يمكن تعدادها. كلّما برز اسم جديد على ساحة الحكم اللبنانية, أغرانا بمواقف نتمنّى بشدّة ان تكون حقيقية قلبا و قالبا و ان تكون قبل كل شيء افعالا لا اقوالا. لم يعد المواطن اللبناني بعد اليوم بامكانه تحمّل خيبات أمل. ظهرت بولا يعقوبيان بصورة مخلّصة لبنان خلال حملتها الانتخابية التي نجحت و أوصلتها الى مرادها, و لكن من يوصل اللبناني الى مراده؟
خسر لبنان اليوم املا تشبّث فيه الاف من اللبنانيين (ناخبين يعقوبيان). فالتي وعدت انها مختلفة, همّها الوحيد استعادة مجد لبنان, يوما بعد يوم يتّضح للّبنانيين انها تمتلك ربما اسرار لا ترغب بلافصاح عنها, لا سيّما عدم تصريحها عن اموالها و بالتالي عدم تحقيق اوّل وعودها الانتخابية.
كيف يمكن للبنان ان ينهض اقتصاديّا و انمائيّا و اجتماعيّا و أصحاب القرار قد جرّبوا مرارا و النتيجة كانت دوما مأساوية؟ و الاخطر, كيف يمكن لهذا البلد الصغير, الكبير جدا بكفاحاته اليومية, أن يصبح دولة قوية, دولة المؤسسات و الخدمات الفعّالة, و الوجوه الجديدة لم تعد تبشّر بالخير؟ أيّ مستقبل هذا, لبلد ماضيه مؤلم و حاضره خيبة؟
ملاحظة: المعلومات حول اسباب استبعاد النائبة بولا يعقوبيان من صفوف “سبعة” قرأت عنها في مقال ” حزب سبعة أعلن أن بولا يعقوبيان “نائبة مستقلة”: جاهزون للتعاون معها ” على موقع “النشرة” الالكتروني.
يارا اللّقيس