مؤشرات مقلقة: صفقة تُطبخ على النار.. ولبنان يتهيّأ للأسوأ!

 

كتبت بولا مراد في صحيفة “الديار”: في الشكل تبدو زيارة وزير الدفاع الياس بو صعب وقائد الجيش العماد جوزيف عون الى الناقورة، لمراقبة وضع الحدود مع إسرائيل طبيعية، لكنها في المضمون تحمل أكثر من رسالة، خصوصاً وأنها تأتي مع تسارع الخطوات الإسرائيلية ببناء الجدار الاسمنتي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولبنان، والتصعيد الإسرائيلي في سوريا، وانعكاساته على لبنان، طالما أن طيران العدو ينفذ عملياته في الداخل السوري انطلاقاً من الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية.

 

 

لا شكّ أن زيارة وزير الدفاع وقائد الجيش تنطوي على عناصر الطمأنة وليس العكس، وهذا ما أشار اليه بو صعب بإعلانه أن “لا حرب إسرائيلية على الأبواب”، غير أن الكلام اللافت للأخير الذي شدد فيه على أن الاستراتيجية الدفاعية سيبدأ بحثها بعد زوال الخطر الإسرائيلي، يعطي إشارة واضحة على أن لبنان قد يتأثر بالتسخين القائم على مستوى المنطقة، بالاستناد الى مجموعة من العناصر، أبرزها التصعيد الكبير بين الولايات المتحدة وايران، وترقّب ولادة حكومة الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل، وإمكانية استخدامها من قبل الإدارة الأميركية لجر المنطقة الى حرب واسعة النطاق.

 

أمام هذه العوامل، يتحسّب لبنان لتطورات مفاجئة، رغم التطمينات الغربية بتحييد ساحته عن التصعيد، وتجنيبه أي حرب مقبلة، لكنّ لا أحد يضمن انفلات الأمور من عقالها، وفق تعبير مصادر دبلوماسية، ترى أن كلّ الظروف قد لا تكون مهيّأة للحرب، لكن لا يعني ذلك ضمان عدم وقوعها، وتشير الى أن “ثمة معلومات تفيد بأن الرئيس الأميركي صاحب المجازفات الكبرى، ربما يدفع نحو فرض صفقة القرن على الساخن، وقد لا يتردد في وضع المنطقة أمام مواجهة كبرى، قد لا يجد العرب فيها مناصاً الا بالرضوخ للحلول التي تفرضها واشنطن، وتحقق فيها طموحات إسرائيل على حساب العرب وخصوصاً الفلسطينيين”.

 

 

وما بين سيناريو التصعيد، ومحاولة احتواء الأوضاع ومنع تدهورها على نطاق واسع، توقفت المصادر الدبلوماسية عند الدلالة البالغة لكلام مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير الذي يعدّ مواد الصفقة ويطبخها على نار متوسطة، عندما أكد بأن طرح الخطّة سيكون في شهر حزيران المقبل، أي بعد شهر رمضان، وتشديده على أن لا وجود لحلّ الدولتين في فلسطين، رغم إعلانه عن تنازلات مؤلمة سيقدمها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني. وبرأي المصادر الدبلوماسية فإن ترامب”مصرّ على تحقيق هدفين أساسيين قبل انتهاء ولايته الأول كسر إيران وتقليص نفوذها في المنطقة بعد خنقها اقتصادياً وربما عسكرياً، والثاني أن يفي بوعده لحليفه بنيامين نتنياهو وحكومته المتشددة، بنهائية الدولة اليهودية إسرائيل وعاصمتها القدس الموحدة”.

 

وإذا كان هذا السيناريو المقلق قابل للفرض بمنطق القوّة على المدى القريب، فهو بالتأكيد يؤسس لصراعات قد تمتدّ الى عقود طويلة، لأن مصير الدول تحددها الشعوب وليس الأنظمة والحكّام، وانطلاقاً من هذه المعطيات يتمسّك لبنان بأوراق القوة التي يمتلكها، لا سيما سلاح المقاومة القادر على قلب المعادلة وتغيير قواعد اللعبة التي تجيدها إسرائيل.

شاهد أيضاً

مجازر إسرائيل = عدالة السما كتير قوية/دكتور عباس

بسم الله الرحمن الرحيم إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ …