الواقع برس اخبار محلية وعالمية
لربما كانت مباراة ربع النهائي بين الأرجنتين و هولندا التي أقيمت ليلة أمس على ستاد لوسيل، واحدة من أجمل المباريات في تاريخ كأس العالم، حيث شهد هذا اللقاء على أحداث مرعبة و غير صالحة لأصحاب القلوب الضعيفة.
سيطرت الأرجنتين في الربع ساعة الأولى، قبل أن يدخل الهولنديون في أجواء اللقاء، و أخذوا يشنون الغارات على مرمى الحارس إيميليانو مارتينيز. و قد عمدت هولندا إلى سلاح الكرات الثابتة.
وعند الدقيقة الخامسة والثلاثين، إستلم البولغا ليونيل ميسي كرة في الثلث الأخير لملعب هولندا، و مرر كرةً حريرية لزميله ناهويل المولينا، الذي أسكنها في الشباك الهولندية ليهدي المنتخب الأرجنتيني الأسبقية.
أما الشوط الثاني، فكان شوطًا مجنونًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث عادت الأرجنتين للسيطرة على مجريات اللقاء، إلى أن حصل ماركوس أكونيا على ضربة جزاء نفّذها ميسي بنجاح على يمين الحارس نوبيرت.
بعد أن ظنّ الجميع أن راقصي التانغو قد حسموا النتيجة، بدأت المشاحنات و المشاكل تحدث بين لاعبي الفريقين وسط احتجاج كبير من لاعبي الأرجنتين على حكم الساحة ماتيو لاهوز. وفي الدقيقة الثالثة والثمانين سجّل اللاعب البديل ويغورس هدف تقليص الفارق للطواحين.
وبعدها بدقائق، قام اللاعب الأرجنتيني جرمان بيزيلا بخطأ ضد أحد اللاعبين الهولنديين، فقام البديل لياندرو باريديس بتسديد الكرة باتجاه دكة الاحتياط الهولندية، ليتجه جميع الجالسين على الدكة باتجاهه، وليبدأ العراك بالأيادي.
وبعد المد والجزر، سجّل الهولنديون هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل عن ضائع، ليدخل الأرجنتينيون بحالة نفسية سيئة جدًا، بالإضافة إلى تشتت ذهن الاسطورة ميسي بعد جدالات ومناوشات مع الحكم والمدافع الهولندي ناثان اكي.
وبعد شوط إضافي أول هادئ نسبيًا من ناحية الفرص، إلا أنه كان مليئًا بالمشاحنات والاسفزازات، خصوصًا بعد التصريحات المثيرة لفان غال قبل المباراة، دخل رفقاء ميسي الشوط الإضافي الثاني بقوة، خصوصًا بعد إقحام ديماريا الذي ساهم في إرسال أكثر من تهديد باتجاه مرمى هولندا، منها تسديدتين من مارتينيز، وآخرها صاروخيا من انزو فرنانديز تصدى لها القائم الأيمن .
اتجهت المباراة إلى ركلات الترجيح، والتي استمرت فيها الأحداث الدراماتيكية، حيث تصدّى إيميليانو مارتينيز لركلتي هولندا، الأولى والثانية، في حين سجل كل من ميسي وباريديس كرتيهما. وبعدها سجلت هولندا ركلاتها الثلاثة التالية، إلا أنها لم تكن كافية لتأهلها، بعد أن سجل لاوتارو مارتينيز ركلة الحسم للأرجنتين، ليطير بالكتيبة الأرجنتينية إلى مربع الذهب.
واستمرّ المنتخبان في تبادل الإستفزازات بعد نهاية المباراة التي فاز ميسي بجائزة أفضل لاعب فيها.
ويواجه أبناء المدرب سكالوني منتخب كرواتيا في نصف نهائي المونديال الذي يبدو وكأن ميسي على استعداد لخسارة كافة أعضائه للفوز به.
