بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ
صدق الله العلي العظيم
بعد 13 شهرًا أو تزيد، تُصدر محكمة العدل الدُولية، تلك المحكمة الصماء البكماء العمياء، قرارًا باعتقال الجفلان سفاك الدماء بنيامين نتانياهو والمجرم غالانت، بتُهمة جرائم الحرب.
اليوم وبعد 411 يومًا، تنتبه تلك المحكمة إلى الدماء التي سالت في فلسطين، في غزة، في السجن الكبير المُسمى قطاع غزة.
اليوم بعد 411 يومًا تنتبه تلك المسرحية إلى أن إسرائيل دولة مُجرمة فاسدة قذرة قامت على الدم وسارت في الدم وهي تحيا على الدم.
السؤال، لماذا؟
الجواب، ببساطة، لأن المقاومة الفلسطينية، والمقاومة اليمنية والمقاومة اللبنانية، والمقاومة العراقية لم تدخّر جُهدًا في قتال ذاك الوحش المسعور الذي بطش بمستشفى المعمدان أو خيام اللاجئين ولا في المدنيين، والتطاول على العزّل، وعلى آثارهم وحضاراتهم وأراضيهم وأموالهم وأنفسهم وأرزاقهم.
ولا يُهمه أمن ولا دُول ولا شريعة ولا دين ولا قانون ولا مبدأ ولا أي شيء، هو وحش يلوك (يمضغ) أشلاء البشر بعنوان: إنهم بهائم في هيئة بشر.
نعم لقد قالها الصهيونيون عن كل بني آدم: إنهم بهائم في هيئة بشر، عليهم أن يموتوا وتحيا إسرائيل.
إلى أن وقفت المقاومة الأصيلة ونبضت عزًا وكرامة، و وتدت في الأرض القدم، ورمت بأبصارها آخر القوم، وأعارت لله جماجمها وقالت: إن كنا نألم فستألمون، وإن كنا نموت فستموتون، والعين بالعين والسن بالسن، إقرأوها في تلمودكم، كما تُمطرون على رؤوسنا نارًا سنمطر على رؤوسكم نارًا، وسيخرّ عليكم السقف من فوقكم، ونقلب حياتكم جحيمًا.
.. أخرجتمونا من ديارنا ستُخرجون رغمًا عن أنوفكم من دياركم.
ولما أحست إسرائيل بالسخن كما يقول اللبنانيون، بدأت المفاوضات، ونرى عاموس هوكشتاين، الشيطان ذا البدلة، يُسارع للملمة الموضوع، لقد قام حزب الله من أرضه بعدما أردته لكمات قاصمة قصفت ظهره وأفقدته إدارته العسكرية والسياسية والأمنية لأيام، لقد قام، حقًا قام، وبالموت حيا حزب الله، عض على جراحه، كفكف دمعه، نفض الغبار عن جسده، انتفض وأكمل المسير، رفع قبضته وقال:
“إن الدعي ابن الدعي، قد ركن (بالنون) بين اثنتين .. بين السلة والذلة .. هيهات منّا الذلة، يأبى الله العزيز الكريم لنا ذلك، ورسولُه والمؤمنون، وحُجور طابت وحجورٌ طهرت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثرَ طاعةَ اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحفٌ بشعبي على قلّة العدد وخذلان الناصر “.
لا يخفى على أحد، بل لا يمكن لأحد أن يُنكر قوةَ إسرائيل وجبروتها وبطشها، وقوتها الجوية والبحرية والبرية. كما لا يخفى على أي عاقل أن الناتو والولايات المتحدة الأمريكية والغرب والشرق وما فوقهما وما تحتهما وما بينهنّ، قد سخّروا ما استطاعوا من قوة عسكرية إستخبارية إستعلامية رصدية وإعلامية، ومتابعات وملاحقات وإشارات وتعليمات في خدمة البهيمة المسعورة إسرائيل.
ومع ذلك وقفت المقاومات بوجهه، غير آبهة لكل هذه القوى، فمن كان معه الله .. فهو حسبُه.
أيها الناس .. إنّ لنا في اللهِ أملًا كبيرًا .. تكليفنا من الله سبحانه أن نصبر ونصطبر، لأن الله قال: بشّر الصابرين.
ما النصر إلا صبرُ ساعة، حتى يجعلَ اللهُ لنا من أمرنا مخرجًا.
إنما التفاوض هو بلغة الميدان، وليس وراء المكاتب.
وعلى الله فليتوكل المتوكلون