بسم الله الرحمن الرحيم
إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
صدق الله العظيم
لقد شاهد الناس على قناة الجديد المقابلة التي أجرتها الإعلامية سمر أبو خليل مع نائب الأمة، الحكيمة الفهيمة غادة أيوب وقد سمعوها بوضوح حين قالت:
” عدالة السما كتير كتير قوية، مش عم نشمت، كرمال شو انعملت غزوة عين الرمانة مش كرمال يخوفوا قصر العدل”.
أولا
يا ست غادة، أنت نائب في البرلمان اللبناني، والبرلمان هو صرح للتشريع القانوني للبنان، لكل لبنان.
والشعب اللبناني، بسلامة فهمك، هو متعدد الدين والطائفة، فيه المسلم والمسيحي والدرزي، كما فيه الشيعي والسني والماروني والروم وإلى آخره.
وانطلاقًا من هذا المفهوم الطبيعي، فأنتِ يا سعادة النائب عليكِ أن تتكلمي بلغة الشريعة والدستور عن كل اللبنانيين، فأنتِ تمثلينهم، ولو كانوا يخالفونك الرأي أو يواجهونكِ بالسياسة.
ثانيًا
تفجير مرفأ بيروت له أحداثه غير الغامضة والتي لم تعد تنطلي على أحد حبيبتي، فمن جاء بالسفينة ومن قرصنها وأجبرها على الرسو في مرفأ بيروت هم أصحابك، إسألي حكيمك سمير جعجع. أتودين أن نذكر أسماء المتورطين؟ لا عليكِ، كل الناس علمت بهم، ومنهم شيعة على فكرة، لا نُنكر الوقائع، ومنهم من هم تبعٌ للرئيس بري أيَضًا، كذلك لا نُنكرها.
أما التخزين ومخزن (عنبر) رقم 12 التابع مباشرة للجيش اللبناني العظيم الذي يقوده الجنرال عون، فهو عائد لكم أنتِ وأصحابِك والسنيورة وباقي الطاقم.
والتفجير جرى بقدرة قادر، سبحان الله كل جريمة بلبنان بتصير بالصدفة، وسبحان الله يا محترمة كيف أن التحقيق اتجه إلى حزب الله الذي ما ساق السفينة ولا حجزها ولا أفرغها ولا له جمل ولا ناقة فيها، ولا في عنبر 12 الخاص بالإستخبارات العسكرية التابعة مباشرة للجيش اللبناني !
سبحان الله يا ست، كيف أن لهذا الحدث الذي دمر بيوتنا جميعًا على رؤوسنا، منهم المنطقة الغربية بسلامة فهمك مرة ثانية، قد تضررت بشكل كبير واستُشهد ناسنا القريبون من المرفأ، أهالينا من المسيحيين والمسلمين على سواء، كيف أن لهذا الحدث أن يُحد بتحقيق عجيب وفجأ يُتهم مُتهمٌ بلا دليل أو برهان.
وأن تُجرّ أنظار الناس إلى حزب الله عنوة بالتطبيل والتضليل والنقيق والنعيق ويبدأ غانم باللقاءات، وتُكرر محطتكم الساقطة تعبير “حزب الله” 35 مرة في 3 دقائق.
فقط في لبنان يجري إتهام المُتهم بجريمة لم يقم بها، ويبدأ الناعقون من أمثال فرقة غانم بالتطبيل أن حزب الله قام وحزب الله قعد.
حبيبتي، نحن لسنا أغبياء، ومشروعكم في التضليل والكذب والدجل مفضوح. لا يمرّ، ولن يمرّ.
أمور التطبيل وزج تعبير “حزب الله” في اللاوعي عند المستمعين وكيفية الترويج للباطل وأمور الدعاية والنشر والإعلان هي كلها بأجمعها واضحة وغير مستترة. منفهمكم يعني.
ثالثًا
غزوة عين الرمانة
تعبير “غزوة” بذاتها هو تعبير حقير، موروث من أزقة الحرب اللبنانية حيث كان حكيمك يُجزر بكم كما جزر بالجيش اللبناني وكما سفك دماء رئيس الحكومة كرامي وعائلة فرنجية وإلى آخر لائحة المجازر والجرائم التي قام بها، حكيمك ما غيرو، فهذا التعبير يدل أنك لا تزالين، أو لا تزالون، محدودين بأطر الحرب الأهلية وسلاح الذي أتى بكم إلى لبنان.
كما نود أن نذكرك، بسلامة فهمك للمرة الثالثة، أن الذين قتلهم عناصر الموساد والأمريكان في عين الرمانة هم من حركة أمل، كانوا من حركة أمل. هم من الطبقة غير المسلحة ولم يكونوا عسكرًا أساسًا، نزلوا بالبدلة والقميص إلى الشارع ومارسوا حقوقهم الشرعية الطبيعية الدستورية أمام الناس جميعًا.
وقتلتموهم أمام الناس جميعًا كذلك.
هلق بتقولي بعين الرمانة، أمام قصر العدل، في الشارع، في الزاقوق، هيدا تفصيل، لكن لهم الحق بالنزول ورفع الرايات الشرعية لذلك.
أما أن تُعيدي إلى أذهان الناس والمشاهدين أكذوبتكم العُظمى أن حزب الله غزا يغزو فهو غازٍ لمنطقة عين الرمانة؟ طيب يعني حزب الله بدو يغزيها وما قدر؟
عن جد حزب الله بدو يغزو عين الرمانة؟ السؤال يبقى: ما ذنب عين الرمانة أساسًا؟ ولماذا حزب الله يغزوها تفصيلًا؟
بغض النظر عن العيب الفاضح والدعارة الفكرية التي تمارسونها يا نائب الأمة، العظيمة غادة أيوب، سنقول لكِ التالي:
لأ، حزب الله ما غزا عين الرمانة، أساسًا مشكلته مع البيطار، ليس مع قصر العدل وأكيد ليس مع أهليه في عين الرمانة.
كمان لأ يا سعادة النائب، المتظاهرون كانوا من الشيعة وحركة أمل وحزب الله لما نزلوا على الشارع وما كانوا مسلحين.
لقد جاء السلاح بعدما أنتم قنصتم العزل في الشارع، وقد فرّ القتلة منكم مع الموساد والـ CIA أمام أعين الناس إلى أماكنكم المحمية.
رابعًا
مسؤولية محاسبتك هي في أعناق زملائك من النواب في البرلمان اللبناني.
هي مسؤولية رئيس البرلمان نبيه بري، عليه أن يأتي بكِ ويُسمعك كلمات تُعجب خاطرك.
لو هناك دولة قانون لكنتِ سُئلتِ عن تعابيرك الحقودة وكلماتك القذرة في وصف ما تقترفه إسرائيل من مجازر شنعاء بحق شعبك يا فهمانة، بحق ناسك يا بنت الناس، بحق الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين في بيوتهم وأرزاقهم، أن تصفي الجريمة بعدالة السماء !
هل عدالة السماء أن يُعجنَ لحوم الناس بأحجار بيوتهم؟!
هل الله منحازٌ لقتلة أنبيائه فمكّنهم من الأطفال ليُجزروا بهم؟
تسليمًا للجدل، هل الأطفال هم من دخل عين الرمانة يعني فاستحقوا أن يُقتّلوا بأشنع قتلة؟؟؟
ألم يعد لديكم ماءٌ في وجوهكم؟ ألهذا المستوى من الحقد والغل وصلتم؟ ألهذا الأسود الغربيب اشتد سواد قلوبكم؟
خامسًا
أقل ما يُقال لكِ ولكم: عيب، خُزيتم، وخسئتُم. قد غاب حزب الله عن الساحة السياسية لأنه مشغول بقتال إسرائيل، وهو يُبلي بلاءً حسنًا على فكرة.
ارتقبي يوم النصر، إنّا مرتقبون، ولكل حادث حديث.
اقعدوا عاقلين حبيبتي .. اقعدوا عاقلين.
ساُخبر اللهَ بكل شيء .. ليس لأنه لا يعلم! بل لأني لن أنسى.