وردَ في صحيفة “الراي” الكويتية: يَدْخل لبنان أسبوعاً تَزْدَحِم فيه الاستحقاقات “المُتمِّمَة” للانتخابات النيابية، ما يضع البلاد أمام مرحلةٍ جديدة تطغى عليها محاولة المواءمة بين الوقائع الداخلية المتكئة على التوازنات التي أفرزتْها صناديق الاقتراع وبين الوقائع الخارجية التي أطلّت أخيراً من بوابة رزمة الإجراءات الأميركية – الخليجية “العقابية” على “حزب الله” وقيادته.
فيوم غد الاثنين يعقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة وداعية قبل ساعات من تحوّل الحكومة الى تصريف الأعمال مع انتهاء ولاية البرلمان منتصف ليل 21 – 22 الجاري، في حين يوجّه رئيس السنّ لبرلمان 2018 أي النائب ميشال المر دعوة لجلسة تلتئم الأربعاء لانتخاب رئيس مجلس النواب الجديد ونائبه وهيئة المكتب، ما يفتح الباب أمام انطلاق مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدءاً من تحديد موعد استشارات تكليف رئيس للوزراء وبعدها مشاورات التأليف.
ولن تحمل الجلسة الأخيرة للحكومة أي مفاجآتٍ وسط توقُّع أن تَخْرُجَ، إلى جانب إقرار جدول الأعمال، بجردةٍ لما حققتْه على مدى نحو 17 شهراً من إنجازاتٍ ارتكزتْ على التسوية السياسية التي وُلدت من رحمها هذه الحكومة والتي كان حجر الزاوية فيها انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وعودة سعد الحريري إلى رئاسة الوزراء.
وعلى “جسر” التسوية نفسها، يَعبر لبنان إلى “روزنامة” ما بعد الانتخابات والتي يشكّل أولى محطاتها الأربعاء الذي سيشهد معاودة انتخاب الرئيس نبيه بري على رأس البرلمان الذي “يتربّع” عليه منذ ربع قرن ونيّف (1992)، وهو الاستحقاق الذي سيمرّ، كما العادة، من دون “معركةٍ” يمنعها عدم قدرة أيّ طرفٍ على القفز فوق “الإجماع” الشيعي على ثنائية بري – “حزب الله” التي اكتسحتْ في الانتخابات مقاعد هذا المكوّن بـ 26 من أصل 27 مقعداً.
وإذا كان انتخاب بري محسوماً، فإن الأنظار تتّجه إلى ما إذا كان سيفوز بمنصبه للمرة السادسة على التوالي بما فوق المئة صوت، في ظلّ حسْم عدد من الكتل الوازنة التصويت له مثل “تيار المستقبل”، وسط إشارات إلى أن تكتل “لبنان القوي” سيترك حرية الاختيار لنوابه بعدما كانت ثمة خشية من أن يعمد الى “ردّ الصاع” لرئيس مجلس النواب بـ “كتلة من الأوراق البيض” رداً على تصدُّر بري “جبهة الرفْض بالأبيض” لانتخاب عون رئيساً.
وبعد جلسة الأربعاء الانتخابية، وقبل الإفطار الرئاسي الذي يقيمه عون في قصر بعبدا في اليوم نفسه، يفترض أن يحدد رئيس الجمهورية مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلف والذي سيكون حكماً الحريري الذي تردّد أنه قد يستبق تكليفه بزيارة للرياض.