91 يوماً مرّوا على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة بأكثرية 111 نائباً ولم ترَ بعد التشكيلة المنتظرة الضوء، ولا يلوح في الأفق بصيص أمل يبدو أنه ضائع في “كومة” من العقد يصعب حلّها.
وسط حال الجمود التي تشهدها عملية التأليف، والتي باتت تهدّد عهد الرئيس ميشال عون، كشفت مصادر مطّلعة لـ “ليبانون ديبايت”، أن شهر أيلول هو شهر حاسم لرئاسة الجمهورية التي بات لديها تصوّراً واضحاً للمرحلة المقبلة بغية الخروج من حال المراوحة التي تصيب عملية التأليف.
وتابعت المصادر نفسها، أنه ستكون للرئيس خطوات عملية على الصعيدين الدستوري والسياسي، من بينها توجيه رسالة إلى مجلس النواب الذي يستمدّ منه الرئيس الحريري شرعية التكليف، بحيث تكون هذه أولى الخطوات الدستورية، على ان تليها خطوات أخرى.
اما على الصعيد السياسي، لمّحت المصادر إلى خطوة بالغة الأهمية قد يقدم عليها عون، حيث أنه قد يعتبر الوضع الراهن نتج عن الاخلال بمستلزمات التسوية الرئاسية وخريطة الطريق التي انبثقت عنها، وبالتالي قد خرج عن منطوق التفاهمات التي ارست المعادلة الحالية.
وتوقّعت المصادر مواقف تصاعدية من عون بعد نفاذ المهل، وعندها لا تراجع ولا عودة إلى الوراء وهو المعروف بصلابته في هكذا ظروف، حيث سيطوي الرئيس مرحلة وينطلق بأخرى.
ولفتت المصادر الى ان عون لن يرضخ لتجاوز المصلحة الوطنية بضغوط خارجية لفرص امر واقع يتجاوز الدستور وهو موقف سبق ان اتخذه عند احتجاز الرئيس الحريري في المملكة السعودية، وكما واجه الخارج سابقاً صوناً للاستقرار الداخلي واحترام الارادة الوطنية هو مستعد اليوم للقيام بخطوات مماثلة.
وتتابع المصادر عينها، أنه من الواضح أن الحريري ما قبل التكليف هو غير الحريري ما بعده لناحية عودته إلى إحياء اصطفاف 14 آذار، في محاولة للإنقلاب على نتائج الإنتخابات.
ومن هنا، تشير المصادر إلى بوادر اختلاف جذري في مقاربة بعض الملفات السياسية الساخنة بين عون والحريري، أهمها ملف النزوح حيث يرى عون ضرورة إعادة النازحين فوراً دون انتظار تسوية كاملة للوضع السوري، بينما يضغط الحريري من أجل تأجيل البتّ في هذا الملف لاعتبارات قد تكون إقليمية.
كذلك يرى عون أن الجهد المبذول في تشكيل الحكومة من قبل الرئيس المكلّف هو دون المطلوب.
إزاء ما تقدّم توقّعت المصادر نفسها، أن يعمد عون إلى قلب الطاولة رفضاً للضغوط التي تمارس من أجل فرض “ستاتيكو” وشلّ العهد